المتدثرات؛ من الأمراض المنقولة جنسياً

نبذة عن المتدثرات

– المتدثرات (Chlamydiae)؛ هي جراثيم داخل خلوية مجبرة، سلبية الغرام.

– يُعرف منها: الرئوية Chl.pneumoniae و الببغائية Chl.psittaci و التراخومية Chl.trachomatis و الصغيرة pecorum.

– تعد المتدثرة الرئوية و التراخومية ممرضة للإنسان أما الببغائية و الصغيرة فهما ممرضتان للحيوان، و قد تحدثان خمجا بشريا بالتماس أو باستنشاق الغبار الملوث.

– لوحظ أن الإصابة بذوات الرئة بالكلاميديا ترتبط مع الأورام الخبيثة (سرطان القصبية)؛ فهي إما ان تكون مظهر للإصابة السرطانية أو أن تكون مرافقة لها، فالمريض المصاب بذات الرئة اللا-نموذجية يجب أن ندقق بمصدر الإصابة لديه. (للمزيد: سرطان الرئة).

– الإنتان بالكلاميديا مرة أخرى بعد الإصابة الأولية re-infection أمر شائع.

أ- المتدثرات الرئوية

1- من العوامل المهمة التي تسبب ذات الرئة المكتسبة في المجتمع اللا-نموذجية، فهي مسؤولة عن قرابة 13% من ذوات الرئة لدى المرضى الخارجيين و الداخليين.

2- تتظاهر بدعث و سعال قد يكون وحيد لفترة طويلة وحمى منخفضة الدرجة.

3- قد يشاهد لدى بعض المرضى طوران للإصابة:

أ- يتظاهر الطور الأول بأعراض تنفسية علوية.

ب- يليه طور ثاني يتظاهر بالسعال فقط، و يغيب ارتفاع الحرارة.

4- تبدي صورة الصدر ارتشاح تحت قطعي وحيد في أغلب الحالات.

5- رغم أن ذات الرئة تكون خفيفة إلى معتدلة الشدةّ عادة؛ فإن الأعراض قد تستمر لأسابيع عديدة.

6- أن للمتدثرة الرئوية علاقة بالداء القلبي الناجم عن تصلب الأوعية الإكليلية. (للمزيد: هل تضيق الأوعية الدموية سبب للإصابة بالتصلب اللويحي؟).

ب- المتدثرة الببغائية

1- يمر خمج المتدثرة الببغائية بمرحلتين:

أ- المرحلة الأولى: تكون العدوى بالطريق التنفسي، و ينتقل العامل الممرض إلى الكبد و الطحال.

ب- في المرحلة الثانية: تنتشر المتدثرات الببغائية بوساطة التيار الدموي إلى مختلف الأعضاء لا سيما الرئتين.

2- يمتد دور الحضانة من 7-21 يوم، و تتراوح تظاهراته بين الخمج اللا-عرضي و الخمج الشديد المهدد للحياة و الذي يتميز بمظاهر ذات الرئة اللا-نموذجية و الحمى و الصداع الشديد و قصور مختلف الأعضاء.

3- يكون البدء إما حادا مع حمى تصل إلى 43 درجة مع بطء قلبي نسبي (افتراق نبضي حروري) أو مخاتلا بطيء السير؛ فيحدث الخمول و الإعياء و السعال و ترتفع درجة الحرارة تدريجيا.

4- الصداع و الضخامة الكبدية الطحالية من التظاهرات الواصمة للداء الببغائي.

5- يستمر الخمج بالمتدثرات الببغائية من 10-14يوم في الحالات الخفيفة، و 3-7 أسابيع في الحالات الشديدة.

6- تصل نسبة الوفيات إلى 1% حالياً.

ج- المتدثرة التراخومية

1- تعد أشيع خمج جرثومي منتقل بالجنس. (للمزيد: تداعيات الأمراض المنقولة عن طريق الجنس).

– يمكن للكلاميديا أن تصيب 23-43% من بعض الجماعات السكانية الناشطة جنسيا، و يعد المراهقون الأكثر عرضة للإصابة من بين الفئات العمرية.

و تشمل عوامل الخطر ما يلي:

1- المراهقة.

2- إصابة حالية بمرض آخر منتقل بالجنس.

3- شريك جنسي جديد، أو تعدد الشركاء الجنسيين.

4- إصابة سابقة بمرض منتقل بالجنس في تاريخ المريض.

5- استخدام موانع الحمل الفموية؛ لأن المرأة التي تستخدم موانع الحمل الفموية، لن تستخدم على الاغلب وسائل وقاية أخرى.

6- عدم استخدام الوقاية المناسبة كالواقي الذكري أثناء الممارسة الجنسية. (للمزيد: الأمراض المنقولة جنسياً، طرق العدوى و الوقاية).

طرق الانتقال

1- الطريق الجنسي.

2- العمودي؛ الانتقال من الأم إلى وليدها في فترة ما حول الولادة، يؤدي إلى التهاب ملتحمة العينعند 30-50% من الولدان المتعرضين.

المظاهر السريرية

– تُحدث المتدثرة التراخومية مجموعة من المتلازمات السريرية المتباينة لدى البالغين:

أ- الخمج العيني: أحد أهم أسباب العمى، و يعاني قرابة 433 مليون شخص من الإصابة بالتراخوما حول العالم التي تتظاهر بالتهاب ملتحمة و قرنية مزمن.

ب- تحدث العدوى البدئية في الطفولة عادة مع بدء تدريجي لالتهاب القرنية الظهاري الذي يرتشح تحت الظهارة.

ج- قد تسبب المتدثرة التراخومية التهاب الملتحمة الإشتمالي الذي يشاهد لدى البالغين الناشطين تناسلياً، و يرتبط إمراض هذه الإصابة إما بالتلقيح الذاتي بالمفرزات التناسلية المعدية أو بتعرض العين للمفرزات المعدية خلال الاتصال الفموي التناسلي. (للمزيد: مخاطر الأمراض التناسلية الخفية).

د- التهاب الإحليل غير البني لدى الرجال:

– تنتقل المتدثرة التراخومية بممارسة الجنس، و تسبب قرابة 50% من حالات التهاب الإحليل.

– تكون الإصابة في أكثر من 50% من الحالات غير عرضية مع إمكانية نقل العدوى.

– تتظاهر الحالات العرضية بالتالي:

1- عسر تبول و/أو نجيج قضيبي مخاطي قيحي أو مخاطي أو رائق، و قد يكون مائي رقيق أو حليبي المظهر.

2- حرقة أو ألم أثناء التبول.

3- إلحاح بولي.

– قد تظهر الأعراض في الصباح فقط.

و من بعض الاختلاطات:

1- التهاب البربخ: تسبب الكلاميديا 50% من حالات التهاب البربخ، و ذلك بسبب إهمال العلاج.

2- التهاب الإحليل عند النساء: عادة لا-عرضي 70%، و في الحالات العرضية يتظاهر بنفس الاعراض السابق ذكرها؛ حيث أنه يُعد نظيرا لالتهاب الإحليل غير البني لدى الرجال.

3- الداء الحوضي الإلتهابي: من أهم تظاهرات الخمج بالمتدثرة التراخومية؛ حيث أن:

أ- الخمج يكون صاعدا من عنق الرحم.

ب- قد تكون الأعراض خفيفة مع شكوى من آلام بطنية غير نوعية، أو نزف خارج أوقات الطمث (نزف غير طبيعي).

ج- يبدي تنظير البطن وجود التهاب شديد.

كيفية التشخيص

1- القصة المرضية.

2- اختبارات تثبيت المتممة: تصبح إيجابية خلال 10-30 يوم من العدوى البدئية إلى أربعة أضعاف، و تغدوسلبية في العدوى الثانوية.

3- دراسات التألق المناعي المجهري:

أ- في العدوى البدئية: تكشف إيجابية الأضداد IgM خلال 6 أسابيع و كذلك الأضداد IgG.

ب- في العدوى الثانوية: تكون الأضداد IgM إيجابية بعيارات منخفضة، في حين يكون ارتفاع الأضداد IgG أكثر سرعة.

4- زرع القشع أو زرع الدم؛ أثناء ارتفاع درجة الحرارة، و غيرهم من الفحوصات الطبية حسب الحالة المرضية.

طرق المعالجة

– تُعالج على أساس الأعراض السريرية و لا ننتظر نتيجة الزرع؛ كما أن اختبار الأضداد رغم أنه سريع و حساس لكن لا يدل بشكل مباشر.

– تختلف طريقة المعالجة و أمدها باختلاف المتلازمات السريرية.

– الدواء النوعي هو دوكسي سيكلين Doxycycline فمويا بجرعة 100 مغ مرتين يوميا لمدة 7 أيام، أوالتتراسايكلين Tetracycline فمويا بجرعة 500 مغ 4 مرات يوميا لمدة أسبوعين.

– العلاج أثناء الحمل أزيثروميسين أو أريثرومايسين و يعد الدوكسي سيكلين مضاد استطباب بالحمل.

– و قد يحدث النكس إما بسبب:

أ- نقص جرعة المضاد المتناولة.

ب- نقص أمد (مدة) المعالجة.

الوقاية

– يعد التثقيف الصحي و الجنسي حجر الزاوية في الوقاية من الأخماج المنقولة جنسيا، إلى جانب الكشف المبكر للحالات و علاجها، حيث ينصح بما يلي:

1- إجراء فحص سنوي screening test لكل النساء بعد عمر 20 سنة؛ و هناك بعض الأبحاث التي تنصح بالفحص screening test للنساء بعد عمر 10 سنة، و خاصة عند النساء في السلك العسكري.

2- في الداء الببغائي:

أ- ينصح العمال المقاربون للطيور و الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بارتداء ثياب ملائمة و وضع أقنعة واقية.

ب- تجنب إثارة الغبار في مكان العمل.

ج- إجراء فحوص طبية دورية باستمرار بما فيها اختبارات المراقبة المصلية.

نصائح عامة فيما يتعلق بالأمراض المنقولة بالجنس:

1- في كل الأمراض المنقولة بالجنس، عالج الشركاء الجنسيين.

2- عندما تشخص مرضا منقولا بالجنس، أجر اختبارات مسح لكشف الأمراض الأخرى المنقولة جنسيا.

3- انصح مريضك و شريكه أن يمتنعوا عن ممارسة الجنس لمدة 7 أيام بعد المعالجة.

4- يجب اجراء مسح لفيروس نقص المناعة المكتسب عند مرضى الأمراض الجنسية. (للمزيد: الإيدز والأمراض الجنسية، فيروس الإيدز – عوز المناعة البشري (HIV))