الاختصاص النفسي والاجتماعي برأي الدكتور ناجح السلطاني

الدكتور ناجح السلطاني استاذ علم النفس في كلية التمريض بجامعة كربلاء:

يعتبر الطفل نواة بناء المجتمع والركيزة الاساسية التي يعتمد عليها في

المستقبل، فيجب بناء هذه النواة بشكل سليم ليكون هذا الطفل الاداة التي تبنى بها الاوطان وقائدا في المستقبل، من هنا يجب علينا الاهتمام بتربية الاطفال وان نقدم لهم الدعم والاسناد وخلق لهم بيئة محفزة بحيث نستطيع ان نستوعب كل امكانياتهم.

ففي مرحلة الطفولة فاغلب علماء النفس يؤكدون وخاصة مدرسة التحليل النفسي وزعمائه فرويد وهورناي على ان الخمس سنوات الاولى من حياة الطفل نستطيع ان نرسم بها ملامح شخصيته للمستقبل، فالمدرسة السلوكية في علم النفس تؤكد على هذا الجانب لكن بشكل اخر فـ واتسن يقول اعطوني عشرة اطفال اعطيكم عشرة علماء، بما يعني اننا نستطيع ان نصنع من الطفل عالماً، ويوجد مثل شعبي يقول (ان الطفل كالورقة البيضاء نستطيع ان ننقش بها ما نريد)، فنستطيع ان نكتشف مواهب الطفل وابداعاته من خلال توفير له بعض الامكانات البسيطة مثل اللعب التي من خلالها ان يستطيع ان يعبر عن ارادته و رغباته و حقيقته، ويجب في تربيتنا ان لا نجعل الطفل مكبوت او عليه ضغط بل نعطيه الحرية اللازمة لبناء شخصيته، من خلال مشاركته في قرارات العائلة ليتولد لديه حب الذات لديه وقوة الشخصية حتى وان لم نأخذ بهذه القرارات لكن مجرد سماعنا لراي هذا الطفل يجعله سعيداً ويشعر بشخصيته وتقدير لذاته و يشعر بوجوده كفرد ضمن الاسرة وبالتالي يجعله يشعر بوجوده كفرد ضمن المجتمع.

 سابقا كان ينظر الى الطفل باعتباره انه لا يفهم شيء و لا يدرك الحياة هذه النظرية خاطئة جدا، فالطفل يفهم كل شيء ويريد ان يكتشف كل شيء في اسرته حسب نظرية (بياجه) وهي ان  المرحلة الاولى عند الطفل تبدأ بالحس حركية وهي بداية تعرف الطفل على كل شئ في البيئة ويجب مساعدته على اكتشافها لأنه عندما يتعرف على بيئته يستطيع ان يبدع في المستقبل وتنمو قدراته المعرفية والعقلية.

وعن المعاملة القاسية اكد السلطاني:

في رايي الخاص واغلب اراء علماء النفس ان القسوة من اساليب التربية الخاطئة، لأني كما ذكرت اننا يجب ان نحسس الطفل انه كائن اجتماعي يجب التعامل معه بإيجابية وترك السلبيات في التعامل معه لان السلبيات تولد السلبيات ،فعند عقوبة الطفل بالضرب لمجرد انه حاول اكتشاف شيء في بيئته سوف يلجئ الى التمرد وعدم الرضا على الطرف الاخر، وتنمو لديه العدوانية شيئا فشيئا، فكل المجتمعات الراقية تتعامل مع الطفل بحرية وايجابية واحترام وتوفير له ما يحتاج لأنه نواة المستقبل.

في الجانب الاخر الافراط في الدلال من اساليب الخاطئة ، سوف يجعل الطفل لا ابالي في كثير من الامور او قد لا يهتم للأمور التي تخصه او تخص الاسرة لأنه تعلم على الافراط وعدم الاهتمام ببعض الامور المهمة في تأدية واجباته بالشكل الصحيح.

 

اذن علينا ان نتعامل مع الطفل بشكل حازم، فالمعاملة الحازمة هي من اساليب التربية الجيدة لان فيها نوع من الديمقراطية وفيها نوع من الحزم في توضيح  راي الاب او الام للطفل، في الوقت ذاته اعطاءه جزء من الحرية ، لا حرية مطلقة ولا تسلط مطلق فالتربية المعتدلة تولد بيئة هادئة طبيعية لتربية الاطفال.