دراسة حديثة: نتائج تناول حمض الفوليك لا ترقى إلى توقعات الباحثين!

توصلت دراسة ضخمة حديثة إلى أن تناول الأم الحامل لأصناف الحبوب والطحين المُعززة بحمض الفوليك folic acid لم تقِ من خطر إصابة المولود بعيوب ولادية محددة بالدرجة التي كان الباحثون يتوقعونها.

والعيوب الولادية المقصودة هي عيوب تخلق الأنبوب العصبي neural tube defects، والتي تشمل انعدام الدماغ anencephaly وهي حالة مميتة لا يتخلّق فيها دماغ الطفل، والسَّنسَنة المشقوقة spina bifida وهي حالة تشوّه في النخاع الشوكي تُسبب شلل المولود.

وقد كان العلماء في أواخر التسعينيات من القرن الماضي توصّلوا إلى وجود علاقة بين ولادة أطفال بعيوب خلقية وانخفاض المستويات الدموية لحمض الفوليك عند أمهاتهم، وهو ما دفع هيئة الغذاء والدواء الأمريكية إلى إلزام الشركات المُصنعة للحبوب بإضافة الفيتامين ب (حمض الفوليك) لمنتجاتها.

وبهدف تقييم فعاليّة هذا الإجراء قام باحثون من كلية الطب بجامعة ستانفورد بتحليل بيانات 1.3 مليون حالة ولادة جرى تسجيلها في مختلف مناطق ولاية كاليفورنيا الأمريكية على مدى عقدين من الزمن.

أشارت البيانات إلى وجود حوالي 88 حالة تشوّه خلقي في الأنبوب العصبي لكل 100 ألف حالة ولادة.

ولدى تحليل البيانات بشكل أعمق، وجد الباحثون بأن تراجع أعداد حالات التشوه الخلقي قد حدث فعلاً قبل البدء بإضافة حمض الفوليك إلى منتجات الحبوب في العام 1997. حيث إن تلك المعدلات انخفضت بمعدل 9 حالات لكل 100 ألف حالة في الفترة بين عامي 1989 و 1996. أضف إلى ذلك أن معدل الانخفاض هذا قد انحسر قليلاً ليصل إلى 7.3 حالة لكل 100 ألف حالة في الفترة بين عامي 1999 و 2010، أي بعد قرار إضافة حمض الفوليك إلى منتجات الحبوب.

يقول المُعد المساعد للدراسة جاري شو، نائب رئيس قسم الأبحاث بقسم طب الأطفال: “إن ثمّة عوامل لم يتم التطرق إليها سابقاً قد تكون هي المسؤولة عن هذا التراجع في معدلات الإصابة، مثل أوزان الأمهات، وهنا لا بد لنا من مراجعة الاعتقاد السابق بأن حمض الفوليك وحده هو المسؤول عن ذلك”.

ويُضيف شو: “ينبغي ألا يُفهم من كلامنا بأننا ندعو الأمهات للتوقف عن تناول حمض الفوليك أو ندعو إلى تغيير أي من الإِرشادات العامة حول تناوله، فنحن نعتقد بأن حمض الفوليك هو عنصر هام ويؤدي دوره بشكل جيد، ونحن محظوظون باكتشافه مسبقاً”.

وتؤيده في ذلك الخبيرة لورا بولدوين، اختصاصية الصحة العامة بالمركز الأمريكي الوطني للعيوب الولادية والإعاقات التطورية، وهو أحد الإدارات التابعة للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، فتقول: “لقد وجد خبراء المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC بأنه ومنذ البدء بتعزيز الحبوب بحمض الفوليك في الولايات المتحدة، فقد ترافق ذلك بتراجع في أعداد حالات الإصابة بالعيوب الولادية بمعدل 1300 حالة سنوياً، وقد أثبت حمض الفوليك فعالية في الوقاية من عيوب الأنبوب العصبي في العديد من التجارب العلمية وبرامج حماية المجتمع وبرامج تدعيم الغذاء”.

إذا.. ما هي الخلاصة؟

تقول بولدوين: “رغم هذه النتائج، فهنالك العديد من الأدلة العلمية التي تُشير إلى فعالية حمض الفوليك في الوقاية من عيوب الأنبوب العصبي الولادية، وإن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها لا تزال تنصح الأمهات اللواتي يُخططن للحمل بتناول جرعة 400 ميكروغرام يومياً من حمض الفوليك الصُنعي سواءً من مصادر غذائية مُدعّمة به أو من مكملات دوائية، أو كلا الوسيلتين، بالإضافة إلى تناول الأغذية الحاوية بشكل طبيعي عليه”.

جرى نشر نتائج التقرير في الثامن عشر من شهر مايو الحالي في مجلة أبحاث العيوب الولادية Birth Defects Research Part A.

هيلث داي نيوز، آلان موزيس،