هل يساعد استبدال الزُّبدة بالزيوت النباتيَّة على الوقاية من مرض القلب؟

قالَ باحِثون إنَّ الالتِزامَ باستِخدامِ الزُّيوت النباتيَّة بدلاً من الزّبدة قد لا يكون أفضلَ لصحَّة القلب، وجاءت هذه النتيجةُ بعد أن تفحَّصوا بياناتٍ لدِراسةٍ سابِقةٍ غير مُكتَملِةٍ أُجرِيت بين العامين 1968 و 1973 حول استبدال الدُّهون المُشبعَة بالزُّيوت النَّباتيَّة.

اشتملت تلك الدِّراسةُ على أكثر من 2000 شخصٍ، واستمرَّت فترة المُتابعة 4 سنوات، حيث وضع الباحِثون المُشارِكين بشكلٍ عشوائيٍّ ضمن مجموعتين: اشتَملت المجمُوعةُ الأولى على أشخاصٍ تناولوا نِظاماً غذائيَّاً استُبِدلت فيه الدُّهون المُشبَعة بزُيوتٍ نباتيَّةٍ غنيَّةٍ بحمضِ اللينولييك linoleic acid، بينما اشتَملتِ المجموعةُ الثانية على أشخاصٍ تناولوا نِظاماً غذائيَّاً يحتوي على الدُّهون المُشبَعة مع حمض اللينولييك ولمُدَّة 4 سنوات (مجمُوعة المُقارنة).

وجدَ الباحِثون أنَّ مُستويات الكوليسترول انخفضت عند المُشارِكين في المجموعتين معاً، ولكن كان هذا التأثيرُ أكبرَ في أفراد المجموعة الأولى، أي الذين تناولوا النِّظام الغذائيّ مع الزيوت النباتيَّة. كما وجدَ الباحِثون أيضاً أنَّه، بالنسبةِ إلى المجموعتين معاً، ترافقت المُستوياتُ المُنخفِضة من الكوليسترول مع زِيادةٍ في خطر الوفاة عند المُشارِكين في عُمر 65 عاماً وأكبر، ولم يُعرَف ما إذا كان السببُ هو النِّظام الغذائيّ، نظراً إلى أنَّ هذه الزيادةَ في خطر الوفاة ظهرت عند أفراد المجموعتين معاً. ومن ناحِية أخرى، يُمكن القولُ إنَّ العددَ القليل من المُشارِكين يجعل من نتائج الدراسة غيرَ حاسِمة، ولا تُمثِّلُ مُختلَفَ الشرائح البشريَّة على أرض الواقع.

بشكلٍ عام، أظهرت دِراساتٌ عديدة أُجرِيت منذ ستينيَّات وسبعينيَّات القرن الماضي أنَّ تخفِيضَ مُستويات الكوليسترول عن طريق تناوُل الستاتينات يُقلِّلُ من خطر الوفاة؛ وبذلك لا تخلُصُ هذه الدراسةُ إلى أنَّ الزُّبدةَ جيِّدة للصحَّة، بل تطرح المزيدَ من الأسئلة حول ماهية أفضل مُكوِّنات النِّظام الغذائي لصحَّة القلب.