بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ العديدَ من أنواع مشروبات الفاكِهة والعصائر التِّجارية، التي تُقدَّم للأطفال، تمنحهم مدخولاً من السكَّر ليومٍ كامِلٍ من خلال حصَّة واحِدة.
قالت باميلا كوش، المُديرة التنفيذيَّة لبرنامج التغذِية في جامعة كولومبيا/نيويورك: “لم نتفاجأ بهذه النتيجة، ونعتقد أنَّنا سنحصل على نتيجة مثلها تماماً إن أجرينا هذه الدراسةَ على مُنتجات مشروبات الفاكِهة المُتوفِّرة في الوِلايات المُتَّحِدة”.
“تحتوي العديدُ من أنواع مشروبات الفاكِهة على الكثير من السكَّر المُضاف. ومع ذلك، تُسوَّق هذه المُنتجاتُ على أنَّها صحيَّة للأطفال، ممَّا يضع الآباءَ والأبناء في حيرةٍ من أمرهم”.
تفحَّصَ الباحِثون مُستويات السكَّر في 203 أنواعٍ من عبواتٍ عصائر الفاكهة بسعة 200 ميليترٍ والتي كُتِب عليها “خالية من السكَّر” أو “عصير طبيعيّ 100 في المائة” وأنواع المشروبات المخفوقة smoothies التي تُسوَّق للأطفال.
قال الباحِثون إنَّ عِبارة “خالية من السكَّر”، المُستخدَمة على عبوات العصائر، كان المقصودُ بها المشروبات التي لا تحتوي على الغلوكوز والفروكتوز والسَّكروز وسكَّر المائِدة، بالإضافة إلى السكَّر الذي يظهر بشكلٍ طبيعيّ في العسل والمشروبات الحلوة وعصير الفاكِهة المُركَّز؛ بينما لا تُعدُّ الفاكِهة والخُضار الكامِلة التي تحتوي على السكَّر الطبيعي خالِيةً من السكَّر.
وجدَ الباحِثون أن حوالي نصف أنواع مُنتجات الأطفال، التي تفحَّصوها، احتوت على مدخول يومٍ كامِلٍ من السكَّر على الأقلّ، وفقاً لما تنصح به الإرشادات، أي حوالي 19 غراماً.
قال المُشرِفُ على فريق الباحثين سيمون كيبويل، الأستاذ لدى معهد علم النَّفس والصحَّة والمُجتمع في جامعة ليفربول: “يعلم الكثيرُ من الآباء حول أضرار الكميات الكبيرة من السكَّر الموجودة في المشروبات الغازيَّة والأنواع الأخرى من المشروبات المُحلّاة، ولهذا السبب يعتقدون أنَّ اختيارَ عصير الفاكِهة والمشروبات المخفوقة سيكون بديلاً أفضل، ولكن تُظهِرُ دراستُنا أنَّ الأمرَ غير صحيحٍ؛ فمُحتوى السكَّر في عصائر الفاكِهة، حتى الطبيعيَّة منها والمشروبات المخفوقة التي تفحَّصناها، يُعدُّ مُرتفِعاً بشكلٍ غير مقبول، خصوصاً بالنسبة إلى المشروبات المخفوقة”.
“نعتقد أنَّ الحلّ الأفضل هو تقديم الفاكِهة الطريَّة للأطفال قدر الإمكان، ويُمكن اختيار أصناف العصير غير المُحلّاة أو المُخفَّفة بالماء، وتقديمها في أثناء الوجبات فقط، وألّا تتجاوز كميتها 150 ميليتراً في اليوم”.
“في هذا الوقت، يجب على الشركات المُصنِّعة التوقُّف عن إضافة كميَّاتٍ غير ضروريَّة من السكَّر إلى مُنتجاتها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى السعرات الحراريَّة”.
قالت اختصاصيةُ التغذية نانسي كوبرمان: “أعتقد أنَّ الكميَّاتِ الزائِدةَ من السُّعرات الحرارية الفارِغة –إن صحَّ التعبير- والتي نجدها في عصائر الفاكِهة، هي مشكلة تُعاني منها دول عديدة. تنصح الإرشاداتُ الغذائيَّة في الوِلايات المُتَّحدة للعام 2015 بالحدّ من السكَّر المُضاف، بحيث تكون كميَّته أقل من 10 في المائة من إجمالي السعرات الحراريَّة عند الطفل، وتُشجِّع على تناوُل الفاكِهة مُباشرةً بدلاً من شرب عصير للفاكهة تقول الشركة المُصنِّعة له إنَّه طبيعي 100 في المائة”.
“بيَّنت هذه الدراسةُ أنَّ مُحتوى السكَّر في العصير الطبيعي 100 في المائة كان أعلى من مشروبات العصير الأخرى، ولكن يأتي السكَّرُ في العصير الصافي من أنواع تُوجد بشكلٍ طبيعيّ في الفاكِهة، بينما تحتوي مشروباتُ الفاكِهة والمشروبات المخفوقة على السكَّر المُضاف مثل شراب الذرة الغنيّ بالفروكتوز، وهو سكَّر لا يُوجد بشكلٍ طبيعيّ في الفاكِهة أو عصير الفاكِهة، ويزيد بشكلٍ ملحُوظ من كميَّة السعرات الحراريَّة الفارِغة”.
هيلث داي نيوز