خلُص المجلس الاستشاري العلمي الأمريكي إلى أن المحاصيل الزراعية المُعدّلة جينياً ليس لها تأثيرات سلبية ظاهرة على الصحة، وذلك عقب إجرائه مراجعةً منهجيةً مُكثّفة للدراسات العلمية بهذا الخصوص بناءً على طلب من هيئة الأكاديميات الوطنية الأمريكية للعلوم والهندسة والطب.
وبحسب تقرير المراجعة النهائي، فإن المحاصيل الزراعية المُنتجة من خلال الهندسة الوراثية آمنة للاستهلاك البشري، تماماً كما هي المحاصيل المُنتجة من خلال زراعة البذور. ولم تعثر الهيئة على أيّة علاقة بين استهلاك المحاصيل المُعدلة جينياً ومُعدلات الإصابة بالسرطان أو أمراض الكلية أو الحساسية الغذائية أو التوحد.
يقول الدكتور فريد جولد رئيس الهيئة وأستاذ الزراعة بجامعة شمال كارولاينا: “لقد قمنا بمقارنة الأنماط الزراعية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، مع نظيراتها في المملكة المتحدة (بريطانيا) ودول الاتحاد الأوربي، وذلك بناءً على أن مواطني بريطانيا والاتحاد الأوربي لا يستهلكون محاصيل زراعية مُعدلة جينياً. وبالنتيجة لم نعثر على أية فوارق في المخاطر على صحة البشر بين كلٍ من الأغذية المعدلة وراثياً والأغذية المنتجة من خلال البذور التقليدية”.
يقول مايكل رودماير، خبير التغذية والتقنيات الحيوية: “بناءً على ذلك، لا أرى مبرراً لاستخدام لصاقات على الأغذية المُعدلة جينياً تُشير إلى سلامة استهلاكها من قبل البشر”.
من الجدير ذكره بأن المحاصيل المُعدلة وراثياً تُزرع في حوالي 12 في المائة من إجمالي الأراضي الصالحة للزراعة حول العالم.
وبحسب الدكتور جولد، فإن التقرير الذي يقع في 388 صفحة يُشكل محاولة للتخلص من المفاهيم المغلوطة أو المشوشة حول الأغذية المُعدلة وراثياً بما يُساعد في توضيح الصورة للعامة وصُنّاع القرار.
يقول جولد: “هناك العديد من المفاهيم المغلوطة والمتضاربة حول الأغذية المُعدلة وراثياً، فمن قائلٍ بأن الأغذية المُعدلة وراثياً هي ضرورة حتمية كي نتمكن من إطعام الناس بحلول عام 2050، إلى قائلٍ بأن الأغذية المُعدلة وراثياً تُسبب العقم أو السرطان. وقد جاءت هذه الدراسة لمعاينة الأدلة المتوفرة ودحض أو تأكيد أيّة مزاعم”.
يقول الناطق الرسمي باسم الأكاديمية الأمريكية للتغذية والأنظمة الغذائية بأن التقرير يُظهر بأن العلم يمضي قدماً نحو تحقيق نوع من التكامل بين الزراعة التقليدية بالبذور والأغذية المُعدلة وراثياً، بما يساعد على تحقيق أمن غذائي مستديم لسكان كوكب الأرض”.
كما يذكر التقرير بأن الوعود التي قطعها أنصار المحاصيل المُعدلة وراثياً في أنها ستساعد في إطعام الجياع حول العالم، لم تتحقق حتى الآن.
وعلى الرغم من أن المحاصيل المُعدلة وراثياً والمُصممة لمقاومة بعض أنواع الحشرات أو المبيدات العشبية قد ساعدت المزارعين في هذا الشأن، إلا أنه لا تتوفر بياناتٍ حول مدى تأثير ذلك على الناتج الإجمالي من المحاصيل الزراعية.
وكانت الهيئة قد توصلت إلى استنتاجها بعد الاستماع لأكثر من 80 خبيراً ومراجعة أكثر من 700 تعليق أكاديمي، وتقييم مئات الدراسات العلمية في هذا الشأن.
وكانت بعض المجموعات المعارضة للأغذية المُعدلة وراثياً قد انتقدت التقرير قبل صدوره، وقالت بأن الأكاديمية الوطنية التي أعدت التقرير قد تلقت تمويلاً من مؤسسات تعمل في مجال التقنية الحيوية واعتمدت في كتابته على علماء يؤيدون فكرة تعديل الأغذية جينياً.
يُذكر بأن التقرير جرى تمويله من قبل صندوق بوروز ويلكم، ومؤسسة جوردون وبيتي مور، وصندوق نيو فينتشر، ووزارة الزراعة الأمريكية والأكاديمية الوطنية نفسها، وجرت مراجعة التقرير من قبل خبراء مستقلين.
هيلث داي نيوز، دينيس ثومبسون