في حين يعتقد الكثيرون أنَّ الفيتامين سي يساعد على الوقاية من نزلات البرد، يشير بحثٌ جديد إلى أنَّه قد يقي من مشكلةٍ أخرى أكثر خطورةً، وهي المياهُ البيضاء أو السادّ cataracts.
قال كبيرُ الباحثين الدكتور كرستوفر هاموند “رغم أنَّنا لا نستطيع تجنُّبَ السادّ كلّياً، لكنَّنا قد نكون قادرين على تأخير بدئه والحدِّ من تفاقمه بشكلٍ كبير من خلال تناول نظام غذائي غنيّ بالفيتامين سي”.
يقول الباحثون: إنَّ السادّ يحدث بشكلٍ طبيعي مع تقدُّم العمر، ويؤدِّي إلى تغيُّم أو عتامة عدسة العين. ويمكن إزالةُ السادّ، لكنّه يبقى السببَ الرئيسي للعمى في العالم.
اشتملت الدراسةُ على أكثر من ألف زوج من التوائم الإناث البريطانية بعمر 60 سنة؛ حيث وجد الباحثون أنَّ اللواتي تناولنَ مقاديرَ كبيرةً من الفيتامين سي، في نظامهنّ الغذائي، كان خطرُ الإصابة بالسادّ لديهنّ على مدى 10 سنوات أقلَّ بنسبة الثلث.
لا يبدو أنَّ الحصولَ على الفيتامين سي عبرَ المكمِّلات الغذائية يقلِّل من هذا الخطر، مثلما وجد الباحثون.
هذه الدراسةُ هي الأولى التي أظهرت أنَّ النظامَ الغذائي وأسلوب الحياة يمكن أن يمارسا دوراً أكثرَ أهمّيةً من الوراثة في حدوث السادّ وشدّته، حسب ما قاله الباحثون.
واستناداً إلى هذه النتائج، يعتقد فريقُ هاموند الآن أنَّ الوراثةَ لدى الشخص قد تكون مسؤولةً عن 35 في المائة من خطر تفاقم السادّ، في حين أنَّ النظامَ الغذائي والعوامل البيئية الأخرى يمكن أن يكونا مسؤولين عن النسبة المتبقِّية، وهي 65 في المائة.
ولكن، من المهمِّ ملاحظة أنَّ هذه الدراسةَ يمكن أن تُظهرَ الارتباطات فقط؛ ولا يمكنها إثبات علاقةَ سببٍ ونتيجة بين الفيتامين سي في الطعام والسادّ.
قال هاموند، وهو أستاذٌ في طبِّ العيون بكلية الملك في لندن “كانت أهمّ النتائج هي أنَّ المُتناوَلَ من الفيتامين سي يبدو أنَّه يحمي من تفاقم السادّ”.
يمكن أن تفسِّرَ قوةُ الفيتامين سي، كمضادّ للأكسدة antioxidant، كيف يقلِّل من خطر تفاقم السادّ، مثلما قال فريقُ الباحثين. يكون السائلُ داخل العين غنياً بالفيتامين سي عادةً، وهذا ما يساعد على الوقاية من الأكسدة التي تؤدِّي إلى تؤدِّي إلى تغيُّم عدسة العين. وبما أنَّ النظامَ الغذائي الغنيّ بالفيتامين سي يمكن أن يعزِّزَ مقدارَ هذه الفيتامين في سائل العين، لذلك يؤمِّن المزيدَ من الوقاية من السادّ.
إذاً، لقد أصبح معلوماً لدى الأطبَّاء أنَّ النظامَ الغذائي يمكن أن يبطئَ من تفاقم السادّ، وذلك إذا كان غنياً بمضادَّات الأكسدة، مثل الفيتامين سي؛ ومن الأغذية التي تحتوي على هذا الفيتامين بوفرة الحمضيَّاتُ والطماطم واللِّفت والقرنبيط والبابايا والفراولة”.
داي نيوز
