هل يرتبِط قضاءُ الكثير من الوقت على مواقع التواصل الاجتِماعي بالاكتِئاب؟

أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّه كلَّما أمضى البالِغُ اليافِع المزيدَ من الوقت في استِخدام وسائل التواصل الاجتِماعي المشهورة، ازداد خطرُ إصابته بالاكتِئاب.

اشتملتِ الدِّراسةُ على حوالي 1800 رجلٍ وامرأةٍ تراوحت أعمارُهم بين 19 و 32 عاماً، حيث حاول الباحِثون معرِفةَ ما إذا كان الاستِخدامُ الزائد لوسائل التواصل الاجتِماعي يُعزِّزُ من الاكتئاب، أو ما إذا كان الأشخاصُ الذين يُعانون من الاكتِئاب بالأصل لديهم ميل نحو استخدام وسائل التواصل الاجتِماعي بشكلٍ أكثر.

قالَ المُعدُّ الرئيسيّ للدراسة الدكتور بريان بريماك، مُدير مركز أبحاث الإعلام والتكنولوجيا والصحَّة لدى جامِعة بيتسبورغ: “هناك احتِمالٌ كبير في أنَّ الأشخاصَ الذين لديهم أعراض للاكتِئاب يستخدمونَ وسائلَ التواصل الاجتِماعي بشكلٍ أكثر، وقد يعود هذا إلى أنَّهم لا يمتلِكون الطاقةَ أو الدوافع نحو العلاقات الاجتِماعيَّة المُباشرة”.

“ولكن، هناك أيضاً أسبابٌ أخرى في أنَّ الاستخدامَ الزائد لوسائل التواصل الاجتِماعي قد يُؤدِّي إلى المزيد من الأفكار الاكتِئابيَّة؛ فعلى سبيل المثال، قد يشعر الأشخاصُ الذين يستخدمون هذه الوسائل بشكلٍ كبيرٍ بأنَّهم لا يعيشون النمطَ المِثالي من الحياة، والذي يميل الآخرون نحو تقديمه عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتِماعي، وهي ظاهِرةٌ تُسمَّى أحياناً اكتئاب الفيس بوك Facebook depression”.

“قد يكون الأمرُ حلقةً مُفرَغة أيضاً، يتعمَّد فيها الأشخاصُ الذين يُعانُون من الاكتئاب استخدامَ وسائل التواصُل الاجتِماعي بهدف أن تتفاقمَ حالاتهم فقط”.

أظهرت الدراسةُ ارتِباطاً بين استخدام وسائل التواصل الاجتِماعي والاكتِئاب، ولكنها لم تُبرهِن على علاقة سببٍ ونتيجةٍ بينهما.

قال بريماك: “بيَّنت دِراستُنا أنَّ هناك ميلاً عاماً عند مُختلف الشرائح، ولكن لا يعني هذا أنَّ كلَّ شخص يستخدم وسائل التواصل الاجتِماعي بشكلٍ كبيرٍ يُعاني من الاكتئاب”.

“في الحقيقة، هناك العديدُ من الأشخاص الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بهدف التقليل من الاكتئاب الذي يُعانون منه، ولكن تُشير نتائجُ دراستنا إلى أنَّه – بشكلٍ عام – يرتبِط الاستخدامُ الزائد لوسائل التواصل الاجتِماعي بالمزيد من الاكتئاب”.

قال الباحِثون إنَّ المُشاركين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي بمُختلف أنواعها لثلاثين مرَّة في الأسبُوع، أي لأكثر من ساعة في اليوم، وأظهرت اختِباراُت الاكتئاب أنَّ حوالي 25 في المائة منهم تعرَّضوا إلى زِيادة في خطر الاكتئاب، حيث وصلت هذه الزيادة إلى حوالي 2.7 من المرَّات عند الأشخاص الذين استخدموا وسائلَ التواصل الاجتماعي أكثر من غيرهم.

أضاف الباحِثون أنَّهم أخذوا في الاعتِبار عوامِل، مثل العُمر والجنس والعرق والحالة العائليَّة والاقتِصادية والتعليميَّة.

نوَّه مُعِدُّو الدراسة إلى ضرورة أن يأخذ الأطباءُ في اعتبارهم مسألةَ استخدام وسائل التواصل الاجتِماعي عندَ مرضى الاكتِئاب.

هيلث داي نيوز، آلان موزيس