– هي مرحلة الاستقلال الجديد الذي تعيشه الاسرة بعد ان تزوج الابناء والبنات
–انا ضد فكرة ان تكون هذه المرحلة هي كمرحلة الرتابة لان في كل مرحلة من حياتنا نستطيع ان نرسمها بالشكل الذي يجعلنا سعداء
ان هذه المرحلة هي مرحلة انتقالية طبيعية من مراحل عمر الإنسان، على الزوجين تقبل الواقع الذي اعتبره جديداً وجميلاً
تحقيق/ وسن البلداوي
إن مرحلة منتصف العمر لدى الرجل والمرأة مرحلة مهمة في حياة كل منهما، فهي مرحلة النضج العاطفي والقدرة على التحمل والاستقرار، ومرحلة الاستقلال الجديد الذي تعيشه الاسرة بعد ان تزوج الابناء والبنات، وكلا منهم اصبح له استقلاليته وحياته الجديدة، غير أنها تفتقر لدى العديد منهم إلى عامل مهم إلى وهو التجديد وعدم الروتين، فعندما يكبر الأبناء ويتزوجون ويغيبون عن المنزل تعيش الأسرة مرحلة ما تسمى العش الفارغ، وقد تبرد المشاعر تدريجياً بين الزوجين، ويقل الاهتمام بينهما ، وقد يصبح لدى العديد منهم تضخيم في الاهتمام بالأمور الأخرى الأمر الذي يؤدي الى فتور العلاقة بينهما، ومن هنا لا يمكن أن يتم إلقاء المسؤولية على طرف واحد في العلاقة الزوجية، فنجد ان كثير من النساء في هذا العمر يشعرن بسعادة لشعورهن بالاستقلالية والهدوء والحياة الجديدة التي تتسم بوجود الاحفاد، والبعض يشعر بالوحدة والانعزال ، في حين نجد ان بعضالرجال يحاولون التصابيمحاولين الإثبات انهم لازالوا شباباً ، من هنا نقول ان المشكلة ليست في التغييرات التي تظهر، وانما في قدرة الزوجين على تفهم وادراك التغييرات وكيفية التعامل معها.
(شعبة اعلام كلية التمريض) تسلط الضوء على هذه المرحلة العمرية المهمة وفتور العلاقة بين الزوجين والحياة الرتيبة التي يعيشانها من خلال استطلاع اراء شرائح مختلفة من المجتمع ووضع الحلول اللازمة لهذه المشكلة.
سعادتنا بوجود احفادنا
السيدة ام علي ام لخمسة اولاد وبنتين تحكي تجربتها الخاصة وتقول:
عشت مع زوجي ابو علي اجمل ايام حياتي ورزقني ربي الاولاد والبنات وجميعهم تزوجوا، والان اعيش معه حياة جديدة بعد اكملنا المشوار الاصعب في الحياة وهو تربية الاولاد وايصالهم لما كنا نبغي اليه منذ ولادتهم الى الان، انا ضد فكرة ان تكون هذه المرحلة هي كمرحلة الرتابة لان في كل مرحلة من حياتنا نستطيع ان نرسمها بالشكل الذي يجعلنا سعداء فسعادتي انا وزوجي الان نجدها بين احفادنا فلكل منهم نكهة خاصة تخلق جوا سعيدا في بيتنا.
الحياة اصبحت رتيبة
رجاء محمد سيدة في العقد الخامس من العمر تقول:
اصبحت اشعر بالتعب والإجهاد، والعصبية الشديدة حتى للأسباب الصغيرة،
اضطرابات في النوم واشعر ان الحياة اصبحت رتيبة للغاية فعلاقتي بزوجي تغيرت، واصبحت روتينية، افتقد لوجود اولادي وبناتي ، فلكل منهم حياته واستقلاليته، فيزوروني وقت فراغهم وبفترات متقطعة.
تقول أحدى السيدات التي رفضت ذكر اسمها وهي في عمر ال (56) عاما تزوجت زوجي وهو يكبرني بـ 8 أعوام فهو أبن عمي عشت معه حياة هادئة خالية من المشاكل التي قد تعصف ببعض البيوت وتدمرها، إلا اني فوجئت بزوجي مع تقدم العمر وخروجه على التقاعد بدأ يثور لأتفه الأسباب بل ويفتعل المشاكل وظهرت له مجموعة من الأصدقاء لم يكن لها وجود من قبل وجاء في أحد الأيام يقول لي انه أرتبط بفتاة وسيتزوجها وخيرني ما بين الاستمرار معه أو الطلاق بشرط التنازل عن حقوقي وبالطبع أخترت الطلاق، وتضيف قائلة الكثير نصحوني أن أستمر معه لأنه يمر بأزمة منتصف العمر وسيرجع لرشده ولكني لا أجد مبرر لما فعله وجرحه لي.
هذا الجيل استفاد من الجيل الذي سبقه
السيدة ايمان علي مدرسة تقول:
من الممكن للمراة أن تشعر بسن الياس لأنها لم يكن لها دور في الحياة سوى الأنجاب وتربية الأطفال فتشعر باليأس وأزمة نفسية عند بلوغها سن اليأس، أما الأن فالمرأة اكتسبت معرفة اجتماعية جعلتها قادرة علي القيام بعدة أمور تشعرها بكينونتها وجمال كل مرحلة تمر بها، وكذلك بالنسبة للرجل فالرجل سابقا في فترات الاستقرار كان يبحث عن تجديد شبابه وأبعاد الملل عن حياته خصوصا وشمل هذا الوعي النساء ايضاً بضرورة الاهتمام بمظهرهن والابتعاد عن حياة الملل الزوجي فهدا الجيل أستفاد من الجيل الذي سبقه
ان مرحلة سن منتصف العمر هي مرحلة طبيعية انتقالية
مهدي صالح رجل في العقد السادس من العمر متزوج يقول:
ان هذه المرحلة هي مرحلة انتقالية طبيعية من مراحل عمر الإنسان، على الزوجين تقبل الواقع الذي اعتبره جديداً وجميلاً فليست هذه المرحلة نهاية الحياة بل بداية حياة جديدة بالعمل والايمان والتفرغ للعبادات اكثر لان مشاغل الحياة احيانا تأخذ الانسان عن كثير من الامور الاساسية.
وفي هذه المرحلة على الزوجين الاهتمام ببعض ، وعمل برنامج يومي يقربهم من بعض ويبعد عنهم شعور الوحدة والملل ، فالقراءة مهمة لكلاهما وتملأ وقت الفراغ، وتوسع الافق، بالإضافة الى زيارة الاقارب بين الفترة والاخرى
الاهتمام مهم من قبل الابناء بالوالدين
الانسة استبرق محمد موظفة تقول:
امي وابي الان يعيشون هذه المرحلة وهنا يقع واجب على الابناء ان يبروا بوالديهم ويعطوهم الاهتمام الكافي، من خلال السؤال عنهم والتواصل معهم وخلق اجواء سعيدة لهم، ومفاجئتهم بهدية بين الحين والاخر فالهدية بقيمتها المعنوية لا المادية، لكي يشعروا باهتمام ابناءهم وان رسالتهم اتجاه ابناءهم لازالت مستمرة، وهذا شي بسيط جدا لا يمكن ان يوفي ولو جزء بسيط من تعبهم وتربيتهم لنا.
الراي النفسي يعزز ماقيل وما سيقال فالدكتور ناجح السلطاني استاذ علم النفس في كلية التمريض جامعة كربلاء يقول:
في هذه المرحلة تتمثل بسنوات الحكمة والمعرفة، وبهذا الوقت يكون للمرء أولاد بالغين ، ويعتبر هذا إحساس رائع وبداية فصل جديد من قصة الحياة يقوم الشخص بتعزيز وتدليل نفسه ويعيد تشكيل علاقته بزوجته، فمن المفترض ان تكون العلاقة الزوجية في اوج استقرارها واتخاذ القرار يكون مشترك بين الزوجين، وعدم التزمت والتشدد والميل الى شئ من الهدوء، وقد وضع كل منهما خططه ونفذ الخطط تجاه الاولاد (البنين والبنات)، لذلك يميل الزوجين الى السفر والراحة والعبادة و الذهاب الى الحج و اداء المناسك الدينية، وعليهم ان يكونا قدوة لا بناءهم واحفادهم، من الامور التي يمكن ان تتعرض لها المرأة في هذه المرحلة احيانا شعورها بالغيرة على الرجل واحساسها انه بعيد عنها لانه يحصل شي يسمى بالبعد العاطفي بين الزوجين، لكونه يكون مشغولا خلال هذه المرحلة بالأصدقاء، فتشعر بانها شبه وحيدة فتحتاج الى الزوج دائما فتراه منشغلا عنها بالواجبات البيتية او المناسبات الاجتماعية و وهنا انصح الزوج بان يهتم اكثر بزوجته كي تتجاوز هذه المرحلة ليتجاوزا مرحلة غيرة بعد سن الخمسين، احيانا يتهمون الرجل بالمراهقة في هذا العمر او ما تسمى بمراهقة الخمسين، وانا اقول لا توجد مراهقة في هذا العمر بل مستحيل لان المراهقة في عمر محدد تبدأ بعد 11-12 سنة عند الاناث و13-14 لدى الذكور، وتنتهي في عمر 21-22 وتسمى المراهقة المتأخرة، لكن الغيرة الشديدة واحساس الرجل بان زوجته بعيدة عنه، اي ان الشعور متولد من الطرفين، الرجل يشعر ان المراة بعيدة عنه والمراة تشعر بنفس الشعور، لذلك يصبح هناك شجار او تنافس او نفور في العلاقة الزوجية لذلك كل منهما يتهم الاخر، قد يكون الاتهام غير صحيح من كلا الطرفين ، وهنا نأتي الى مسالة مهمة تعزز العلاقة بين الطرفين واهمها عدم الشك والهدوء والتفاهم والانسجام الاجتماعي والمشورة والاهتمام بالجانب الصحي وممارسة الرياضة.