تُشير الإحصائيات إلى أن ملايين البشر يضطرون للذهاب إلى الحمام بشكل متكرر في أثناء الليل، وجُلّ هؤلاء هم من الرجال المصابين بتضخم في غدة البروستات.
وقد توصلت دراسة حديثة إلى أن بخّات أنفية قليلة من هرمون صُنعي، يُستخدم مسبقاً في علاج الأطفال الذي يُبللون أسرّتهم ليلاً، قد تساعد الأشخاص الأكبر سناً علاج المشكلة التي تُسمى بالبوال الليلي nocturia.
يقول المُعد الرئيسي للدراسة الدكتور جيد كامينتسكاي، الأستاذ المساعد السريري بقسم الجراحة البولية بمركز نيويورك لانجون الطبي: “يُعد البوال الليلي حالةً شائعةً جداً عند المرضى الذين تزيد أعمارهم عن خمسين سنة، وقد تترك آثاراً سلبيةً واضحة على المريض نتيجة نقص النوم أو السقوط عند المشي مع مغالبة النعاس. هناك الملايين من الأشخاص حول العالم الذين يستيقظون مرتين أو ثلاث مرات في أثناء الليل للتبول. ومن أسباب هذه الحالة تضخم البروستات، وسوء التروية الدموية، والبدانة”.
وبحسب مُعدّي الدراسة، فلا يوجد حتى الآن دواء مُرخص لعلاج البوال الليلي.
وعلى الرغم من أن الدواء الجديد يبدو واعداً، إلا أن بعض الخبراء يُبدون تخوفاً من أن يؤدي هذا الدواء إلى خفض مستويات الصوديوم في الدم عند المُسنين، فيما يقول خبراء آخرون بأن ممارسة التمارين الرياضية قد تُساعد في تحسين أعراض البوال الليلي.
يحتوي البخاخ الأنفي، الذي يُعرف باسم SER-120 على مادة ديسموبريسين desmopressin، وهي نسخة صُنعية مُخففة من الهرمون الطبيعي المُسمى فاسوبيريسين vasopressin. والفاسوبريسين هو مادة مضادة لإدرار البول.
يقول كامينتسكاي بأن دواء SER-120 يبدو قادراً على تأخير إنتاج البول لمدة أربع إلى ست ساعات في أثناء النوم، ويتلاشى مفعوله بعد أن يستيقظ المريض ويبدأ بشرب السوائل.
جرى تمويل البحث من قبل الشركة الصيدلانية المُصنعة للدواء واسمها سرينيتي للصناعات الدوائية Serenity Pharmaceuticals. وقد جرى عرض نتائج البحث في ملتقى الرابطة الأمريكة لجراحة المجاري البولية المنعقد في مدينة سان دييغو يوم الأحد 8 مايو 2016.
يُشير مُعدّو الدراسة إلى أن مادة ديسموبريسين تُستخدم في علاج الأطفال المصابين بالبوال الليلي من عمر ست سنوات وأكثر.
ولمعرفة أثر هذه المادة في علاج البالغين، قام الباحثون بإشراك حوالي 1400 رجل وامرأة في الدراسة، بلغت أعمارهم خمسين سنة فما فوق، وكان لديهم قصة سابقة للإصابة بالبوال الليلي.
جرى توزيع المشاركين ضمن ثلاث مجموعات بشكل عشوائي، استخدم أفراد المجموعة الأولى بخاخاً أنفياً يحتوي على جرعة عالية من مادة ديسموبريسين، واستخدم أفراد المجموعة الثانية بخاخاً أنفياً يحتوي على جرعة منخفضة من المادة نفسها، واستخدم أفراد المجموعة الثالثة بخاخاً لا يحتوي على أيّة مادة دوائية (دواء وهمي)، وذلك لمدة ثلاثة أشهر.
يقول كامينتسكاي بأن نتائج البحث أظهرت بأن استخدام مادة ديسموبريسين قد أدى إلى تناقص ملحوظ في عدد مرات الذهاب إلى الحمام ليلاً، وذلك بالمقارنة مع أفراد المجموعة التي لم يستخدم أفرادها هذه المادة.
كما لاحظ الباحثون بأن أفراد المجموعتين اللتين تناول أفرادهما دواء ديسموبريسين قد ازداد لديهم طول الفترة التي يقضونها نائمين قبل الاستيقاظ للتبول، إذ بلغت أكثر من أربع ساعات.
كما وجد الباحثون بأن أفراد المجموعة التي تناولت الجرعة العالية من الدواء قد لوحظ لديهم تحسناً ملموساً في جودة الحياة بالمقارنة مع المجموعة التي تناول أفرادها الدواء الوهمي.
يقول كامينتسكاي بأن الدواء لا يزال غير مرخص من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، ومن المتوقع أن تُقر استخدامه في وقت متأخر من سنة 2016.
يقول الخبراء إنه من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث على هذا الدواء لمعرفة خطر آثاره الجانبية، وخاصة على الأشخاص المُسنين.
من الجدير ذكره أن نتائج الأبحاث المعروضة في الاجتماعات والملتقيات العلمية تبقى أولية إلى حين عرضها في إحدى المجلات العلمية المحكمة.
هيلث داي نيوز، آلان موزيس