يعمل فيتامين د بشكل رئيسي كهرمون ستيرويدي يطلق عليه ثنائي هيدروكسيل الكولي كالسيفيرول أو الكالسيتريول، وهو يعمل عن طريق تفاعله مع مستقبلات فيتامين د في الخلايا مؤثراً في عمليّة نسخ الجينات، حيث إنّه يؤثر في أكثر من 50 جيناً من ضمنها جين البروتين الرابط للكالسيوم (1)، وتشمل وظائفه ما يلي: إن أبرز وظائف فيتامين د في الجسم دوره في توازن الكالسيوم والفسفور، إذ إنّه يحفز تكوين البروتين الرابط للكالسيوم في جدار الأمعاء والذي يمتصّه، وهو يحفّز أيضاً قنوات الكالسيوم لامتصاصه (1)، كما أنّه يساهم في امتصاص الفسفور، ويعيد امتصاص كل من الكالسيوم والفسفور في الكليتين (2)، بالإضافة إلى دوره مع هرمون الغدة الجار درقية في تحفيز خروج الكالسيوم من العظام وطرح الفسفور في البول في حال انخفض مستوى الكالسيوم في الدم، وبهذه الميكانيكيات يلعب فيتامين د دوره الأساسيّ في المحافظة على تركيز الكالسيوم والفسفور في الدم ليسمح للعظام بترسيبهما (1)، كما أنّ الحصول على كميات كافية من فيتامين د والكالسيوم يحافظ على مستوى الكالسيوم في الدم، ويمنع من ارتفاع مستوى هرمون الغدة الجار درقيّة الذي يحفز خروج الكالسيوم من العظام (3). يلعب هرمون الكالسيتريول دوراً هامّاً في النمو الطبيعيّ للخلايا وتمايزها وتكاثرها في العديد من أنسجة الجسم، مثل الجلد والعضلات وجهاز المناعة والغدة الجار درقيّة (1) والدماغ والجهاز العصبي والأعضاء التناسلية والغضاريف والبنكرياس (2) والثدي والقولون، وهو يمنع أيضاً النمو غير الطبيعيّ للخلايا مخفّضاً بذلك من خطر الإصابة بالسرطان (3). يلعب فيتامين د دوراً هاماً في العمليّات الأيضية في العضلات مؤثراً في قوتها وانقباضها، ويسبب نقصه ضعفاً في العضلات، وخاصة عضلة القلب (3). وجدت بعض الدراسات أنّ مستوى فيتامين د (الكالسيتريول) في الدم يتناسب عكسيّاً مع مقاومة الإنسولين وانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (4). وجدت العديد من الدراسات الحديثة دوراً للفيتامين د في تنظيم استجابات جهاز المناعة، حيث إنّ الخلل في استجابات جهاز المناعة تحدث بعض أمراض المناعة الذاتية، مثل مرض السكري من النوع الأول والتصلب اللويحي وأمراض الأمعاء الالتهابيّة (3) وأمراض الروماتيزم الناتجة عن اختلال المناعة الذاتية (5).