الانخفاضُ غير المفسَّر في كولسترول الدم قد يُنذِر ببدء سرطان القولون!

تشير دراسةٌ جديدة إلى أنَّ الاستعمالَ المديد لفئةٍ من خافضات الكولسترول، تُدعَى الستاتينات statins، لا يبدو أنَّه يقلِّل من خطر سرطان القولون colon cancer، لكنَّ مستوياتِ الكولسترول عندَ الشخص يمكن أن تؤثِّر في هذا الخطر.

لقد جرى ربطُ كلٍّ من الستاتينات ومستويات الكولسترول بنقص خطر الإصابة بسرطان القولون، لكن كان من الصعب الإشارةُ إلى أيٍّ منهما هو المسؤول الحقيقي عن ذلك.

لذلك، قام باحثون من جامعة بنسلفانيا بمقارنة استعمال الستاتينات ومستويات الكولسترول في أكثر من 22 ألف مريض بريطاني مصابين بسرطان القولون، وأكثر من 86 ألف وخمسمائة غير مصابين به.

أَثبَتت النتائجُ ما خرجت به دراساتٌ سابقة أظهرت أنَّ خطرَ سرطان القولون قد انخفض في الذين يتناولون الستاتينات. ولكنَّ الخطرَ لم يكن مختلفاً بشكلٍ ملحوظ بين الذين استمرُّوا في استعمال الستاتينات والذين توقَّفوا عن تناوله.

كلَّما ارتفع مستوى الكولسترول، انخفضَ خطرُ سرطان القولون عندَ المرضى، بصرف النظر عن استعمال الستاتينات، حسبما وجدت الدراسةُ.

كما اكتشف الباحثون أنَّ الانخفاضَ غير المفسَّر في مستويات الكولسترول، قبلَ سنة من تشخيص السَّرطان، كان مرتبطاً بزيادةٍ في خطر السَّرطان عندَ كلٍّ من مُستعمِلي أدوية الستاتينات وغير مُستعمِليها.

لكنَّ الدراسةَ لم تثبت أنَّ نقصَ مستويات الكولسترول سبَّب الزيادةَ في خطر سَرطان القولون، إنَّما أظهرت علاقةً بينهما.

تشير النتائجُ إلى أنَّ مستويات الكولسترول، وليس استعمالَ الستاتينات، يمكن أن يؤثِّرَ في خطر سَرطان القولون.

قال معدُّ الدرسةُ الدكتور روناك مامتانِي، وهو أستاذٌ مساعد في أمراض الدم والأورام بكلِّية الطب في بيرليمان بجامعة بنسلفانيا، فيلادلفيا “يبدو أنَّ هناك تأثيراً وقائياً مُصطنعاً للستاتينات؛ فرغم أنَّ خطرَ سَرطان القولون والمستقيم كان أقلّ لدى مُستعمِلي الستاتينات مقارنةً مع غير مُستَعمِليها (حيث جرت المقارنةُ بين من استمرُّوا في تناولها والذين توقَّفوا عن ذلك، حيث كان استعمالُها منذ البداية للهدف نفسه)، لكن لم يكن هناك فرقٌ جوهري في الخطر”.

تشير النتائجُ إلى أنَّ مستوياتِ الكولسترول يمكن أن تساعدَ على تشخيص سرطان القولون بشكلٍ أبكر، وفقاً لكلام الباحثين.

قال مامتانِي “تظهر هذه المعطياتُ ارتباطاً معقَّداً بين الستاتينات والكولسترول وسَرطان القولون والمستقيم؛ ففي حين أنَّ الانخفاضَ غير المفسَّر في إجمالي كولسترول الدَّم يجب أن يثيرَ انتباهَ الأطبَّاء إلى التفكير بسَرطان القولون كتفسيرٍ مُحتَمل، لابدَّ من إجراء دراسات في المستقبل لتحديد استهلاك كولسترول الدَّم كمؤشِّر أو علامة واصمة marker على البدء المبكِّر لسَرطان القولون.

هيلث داي نيوز، روبرت بريدت