تعديل نمط الحياة هو مفتاح علاج الأطفال المصابين بفرط النشاط وقلة الانتباه!

توصلت دراسة حديثة إلى أن اتباع الأطفال المصابين باضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه ADHD لأنماط حياة صحية قد يساعدهم في علاج هذه الحالة، وهو ما من شأنه أن يُخفف من اعتمادهم على الأدوية التي تُستخدم بشكل تقليدي في علاج هذا الاضطراب.

اشتملت الدراسة على 184 طفلاً مصاباً باضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه، و 104 أطفال غير مصابين به، وتراوحت أعمار جميع المشاركين بين 7 إلى 11 سنة. وجد الباحثون بأنّ أعراض الاضطراب كانت أقل وضوحاً لدى الأطفال الملتزمين بنظام حياة صحي بحسب توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والمؤسسة الوطنية للنوم ووزارة الزراعة الأمريكية.

وتتضمن هذه التوصيات: عدم الجلوس أمام الشاشات (بمختلف أنواعها) لأكثر من ساعتين يومياً، وممارسة نشاط جسدي لمدة ساعة واحدة يومياً على الأقل، والحد من تناول المشروبات المُحلاة بالسكر، والنوم بمعدل 11 ساعة ليلاً، وشرب كمية وافرة من المياه يومياً (بين 7 إلى 10 أكواب يومياً بحسب العمر).

جرى نشر نتائج الدراسة مؤخراً في مجلة اضطرابات الانتباه Journal of Attention Disorders، وخلُصت إلى أن تشجيع الأطفال على تبني عادات الحياة الصحية سينعكس إيجاباً على المرضى منهم باضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه.

تقول المُعدّة الرئيسية للدراسة كاثلين هولتون، العضو بمركز العلوم العصبية السلوكية بالجامعة الأمريكية في العاصمة واشنطن: “لا يُحبّذ مُعظم أهالي الأطفال المصابين باضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه إعطاء أولادهم الأدوية، وقد يكون اتباع نظام حياةٍ صحي خياراً جيداً، سواءً تزامن مع استخدام الأدوية أو كان بديلاً عنها”.

وتُضيف: “يمكن للأهالي أن يستشيروا الأطباء المشرفين على أطفالهم حول كيفية تشجيعهم على تبني نظام حياة صحي يتضمن التقليل من فترات جلوسهم أمام الشاشات، وتشجيعهم على ممارسة النشاطات الجسدية، والنوم بأوقات محددة ولفترات كافية، والحد من تناولهم للمشروبات السكرية، وغير ذلك من عناصر الحياة الصحية”.

وبحسب هولتون، فإن نجاح الأطفال في تعديل أحد السلوكيات قد يدفعهم إلى تعديل سلوكيات أخرى مرتبطة بها.

فعلى سبيل المثال، من شأن ممارسة التمارين الرياضية أن تدفع الطفل إلى شرب كميات أكبر من المياه، وتُقلل من فترات جلوسه أمام التلفاز أو شاشة الحاسب أو الهاتف المحمول. كما أن منع الطفل من تناول المشروبات الحاوية على الكافيين سيجنّبه آثارها المُدرّة للبول، وهو ما يساعد الطفل على النوم بشكل أفضل ويُحسن من امتصاص الجسم للسوائل بدلاً من طرحها”.

وتختم هولتون بالقول: “أعتقد بأن الأبحاث حول أهمية نظام الحياة الصحي عند الأطفال المُصابين باضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه ستكتسب المزيد من الأهمية مع مرور الوقت، وذلك نظراً للنتائج الواعدة والإيجابية التي تأتي بها”.

 

هيلث داي نيوز، روبيرت بريدت