دراسة: تقديم أغذية مُحددة للطفل بعمر مبكر قد يقيه من خطر الحساسية تجاهها

توصلت دراسة حديثة إلى أن النظرية القديمة التي طالما حرص الأطباء على توصية الأهالي بها وهي عدم تقديم أنواع مُحددة من الأطعمة للأطفال بهدف الحد من خطر تفاعلاتها التحسسية، قد تكون غير فعالة وعديمة الفائدة.

فقد وجدت الدراسة التي اشتملت على 1400 طفلاً بأن إعطاء الفول السوداني أو البيض أو حليب الأبقار للأطفال الذين هم دون عمر السنة الواحدة يجعلهم أقل عُرضة للتحسس من هذه الأطعمة.

يقول المشرف الرئيسي على الدراسة مالكوم سيرز، الأستاذ بقسم الأمراض التنفسية بجامعة ماك ماستر بمدينة هاملتون الكندية: “إن الحساسية تجاه طعام مُحدد تعني بأن نتيجة الاختبار الجلدي لحساسية الطفل كان إيجابياً.”

ويُضيف: “إن الهدف من هذه الدراسة هو الوصول إلى المقاربة الأفضل لتقليل خطر الحساسية الغذائية عند الأطفال”.

يقول مُعدّ الدراسة ماكسويل تران، طالب العلوم الصحية بجامعة ماك ماستر، بأن نتائج بحثه تدعم الاتجاه الجديد بخصوص إرشادات الحساسية عند الأطفال، حيث يُوصى بعدم التردد في تقديم الأطعمة التي يُحتمل أن تسبب الحساسية، مثل حليب الأبقار والفول السوداني والبيض، للأطفال في سن مبكرة. فمن شأن ذلك أن يُقلل من احتمال إصابتهم بالحساسية تجاهها، دون أن يُلغيه بشكل نهائي”.

جرى عرض نتائج الدراسة يوم أمس الأربعاء في أثناء اجتماع الجمعية الأمريكية لأمراض الصدر الذي انعقد في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية. ومن المعروف بأن نتائج الدراسات المعروضة في الاجتماعات والمؤتمرات العلمية تبقى أولية إلى حين نشرها في مجلة علمية محكمة.

وبحسب تران، فإن الإرشادات السابقة كانت توصي بعدم تقديم حليب الأبقار أو منتجات الألبان البقرية للأطفال قبل عمر سنة واحدة، وعدم تقديم البيض قبل عمر سنتين، وعدم تقديم المنتجات الحاوية على الفول السوداني قبل عمر ثلاث سنوات.

وللتحقق من نتائج دراسات سابقة كانت قد توصلت إلى أن تقديم تلك الأطعمة للطفل مبكراً قد يكون مفيداً وليس ضاراً له، فقد قام الباحثون في الدراسة الحالية بمعاينة بيانات عينة من الأطفال الذين شاركوا مُسبقاً في دراسة كندية ضخمة حول التطور الجسدي للطفل. وكان حوالي 1400 طفل منهم قد جرى إخضاعهم لاختبار تحسس جلدي بعمر سنة واحدة، وأجاب أهالي هؤلاء الأطفال عن استبيانات تخص تغذيتهم عند بلوغهم أعمار 3 و 6 و 12 و18 و 24 شهراً.

وجد الباحثون بأن نصف أعداد الأطفال تقريباً كانوا قد استهلكوا حليب الأبقار في عمر ستة أشهر، في حين استهلك النصف الآخر من الأطفال حليب الأبقار قبل إتمامهم عمر 12 شهراً، وأن نسبة الأطفال الذين لم يستهلكوا حليب الأبقار إلا بعد تجاوزهم عمر سنة واحدة كان 4 في المائة فقط. وأن ما نسبته ستة في المائة من الأطفال استهلكوا البيض بعمر ستة أشهر، في حين أن 76 في المائة منهم استهلكوا البيض قبل بلوغهم عمر 12 شهراً، وأن 19 في المائة منهم لم يستهلكوا البيض إلا بعد تجاوزهم عمر السنة الواحدة. وبدا أيضاً أن الأهالي كانوا حريصين على عدم تقديم الفول السوداني للأطفال بعمر مبكر، فقد تبين أن ما نسبته واحد في المئة فقط من الأطفال استهلكوا الفول السوداني قبل بلوغهم عمر ستة أشهر، وأن 41 في المائة منهم استهلكوا الفول السوداني في العمر بين 7-12 شهراً، وأن 58 في المائة منهم قد استهلكوه بعد تجاوز عمر السنة الواحدة.

وجد الباحثون بأن تقديم أيٍ من الأغذية المُسببة للحساسية قد ساعد في تقليل خطر الحساسية لذلك الصنف من الغذاء. كما أن إعطاء الأطفال البيض بعمر أقل من سنة واحدة قد قلل من احتمالات إصابة الطفل بالحساسية تجاه الأصناف الثلاثة من الأطعمة (حليب الأبقار والبيض والفول السوداني).

يؤكد الخبراء على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث التي تركز على كيفية تطور الحساسية عند الأطفال. وعلى الرغم من أن تقديم الأطعمة للأطفال بشكل مبكر قد يبدو خياراً صائباً بحسب الأدلة المتوفرة، إلا أنه من الأفضل استشارة الطبيب قبل تقديم الأطعمة التي تُعرف بإثارتها للحساسية إذا كان الطفل ينتمي لعائلة تكثر فيها حالات الإصابة بالحساسية، وخاصة الحساسية تجاه الطعام.

هيلث داي نيوز، سيرينا جوردون