دراسة حديثة: الإصابة بالفشل القلبي تُطارد الناجين من النوبة القلبية!

توصلت دراسة حديثة إلى أن خطر الإصابة بالفشل القلبي يتعاظم في السنوات الأولى التي تلي الإصابة بالنوبة القلبية.

يقول المُعدّ الرئيسي للدراسة الدكتور جونز جو، اختصاصي أمراض القلب بمركز الجامعة الطبي بمدينة أوتريشت الهولندية: “يُعد الفشل القلبي حالةً صحيةً خطيرةً تتطلب الرعاية الصحية في المستشفى، وكثيراً ما تُفضي إلى الوفاة. والفشل القلبي هو الحالة التي يعجز فيها القلب عن ضخ الدم بشكل كافٍ إلى أنحاء الجسم”.

يُضيف جو: “لقد أدى تطوّر علاج النوبات القلبية إلى زيادة أعداد الناجين منها، ولكن ذلك تركهم في مواجهة خطر الإصابة بالفشل القلبي لاحقاً”.

قام الباحثون بتحليل بيانات 25 ألف شخص في المملكة المتحدة عانى جميعهم من إصابة وحيدة بالنوبة القلبية، ووجدوا أن ما نسبته 25 في المائة من هؤلاء المرضى قد أصيبوا بحالة فشل قلبي في غضون السنوات الأربعة التالية لإصابتهم بالنوبة القلبية.

يقول جو وزملاؤه بأن ثمّة عوامل محددة تزيد من خطر الإصابة بالفشل القلبي بعد النوبة القلبية الأولى، فعلى سبيل المثال يترافق التقدم في العمر بمقدار 10 سنوات بزيادة في خطر الإصابة بالفشل القلبي بمعدل 27 إلى 45 في المائة. كما يزيد كل من السكري والرجفان الأذيني atrial fibrillation – وهو الحالة التي يضطرب فيها نظم القلب- من خطر الإصابة بالفشل القلبي بنسبة 44 في المائة و 63 في المائة على التوالي.

ويُذكر من الحالات الأخرى أيضاً التي تترافق مع زيادة في خطر الإصابة بالفشل القلبي بعد النوبة القلبية الأولى كلٌّ من: داء الشرايين المحيطية peripheral arterial disease، والداء الرئوي الانسدادي المزمن chronic obstructive pulmonary disease (COPD)، وفرط ضغط الدم، والنوبة القلبية من نوع STEMI.

يقول جو: “تميّزت الأبحاث السابقة التي تحرّت مُعدلات الفشل القلبي التالية للإصابة بالنوبة القلبية بقصورها، كما أنها تعود إلى عصر العلاج بالمميعات الدموية. أما اليوم فإن العلاج المُفضل للنوبة القلبية هو توسيع الشريان المسدود بالأنبوب الشبكي stenting، وقد حسّنت هذه الطريقة من نتائج علاج النوبة القلبية، وبالتالي من المتوقع أن تتراجع أعداد الإصابات بالفشل القلبي. ولكن نجاح العلاج أدّى أيضاً إلى زيادة أعداد الناجين من الإصابة بالنوبة القلبية، الذين يُصابون مع تقدمهم بالسن بالفشل القلبي”.

ويُضيف جو: “من الضروري تحديد مرضى النوبات القلبية الذين يتعرّضون أكثر للإصابة بالفشل القلبي، وهو ما سيساعدنا في تقديم العلاج الوقائي المناسب لهؤلاء المرضى”.

جرى عرض نتائج الدراسة يوم أمس الثلاثاء في أثناء اجتماع الجمعية الأوربية لطب القلب والأمراض الوعائية المنعقد في مدينة فلورينس الإيطالية. ومن المعروف بأن نتائج الأبحاث المعروضة في الملتقيات والمؤتمرات العلمية تبقى أولية لحين نشرها في إحدى المجلات العلمية المحكمة.

 

هيلث داي نيوز، روبيرت بريدت