دراسة حديثة: عصير التفَّاح المُخفَّف يُساعِد على تعويض السوائل عند الأطفال!

أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّه، حتى في المُدن ذات المُستوياتِ المُرتفِعة من تلوُّث الهواء، تفُوق المنافِعُ الصحيَّة للمشي أو رُكوب الدرَّاجة الهوائيَّة الأخطارَ التي يتعرَّضُ إليها الإنسانُ عند استنشاقه الهواء المُلوَّث خلال ممارستها.

استخدَمَ الباحِثون نماذجَ على الحاسُوب للمُقارنةِ بين أخطار ومنافِع المشي أو رُكوب الدرَّاجةِ الهوائيَّة في طيفٍ من مُستويات تلوُّث الهواء؛ ووجدوا أنَّه، في مُعظم المُدن المُنتشِرة في أنحاء العالم، لم تُؤدِّ الأخطارُ الناجِمة عن تلوُّث الهواء إلى إلغاءِ التأثيراتِ الإيجابيَّة لرُكوب الدرَّاجةِ الهوائيَّة والمشي.

قالَ الباحِثون إنَّ نسبةَ المُدن، التي تصِلُ فيها مُستويات تلوُّث الهواء إلى درجة تُلغِي فيها منافِع رُكوب الدرَّاجة الهوائيَّة لثلاثين دقيقة في اليوم، لم تتجاوز 1 في المائة.

قال المُشرِفُ على فريقِ الباحِثين الدكتور ماركو تاينيو، من جامعة كامبريدج البريطانيَّة: “يُشيرُ نموذجُنا إلى أنَّه، بالنسبة إلى مدينة لندن، تفُوق المنافِعُ الصحيَّة للتنقُّل باستِخدام الدرَّاجة الهوائيَّة أو المشي الخطرَ الذي يُؤدِّي إليه تلوُّث الهواء؛ وحتى في مدينة دلهي الهنديَّة والتي تُعدُّ من أكثر المُدن تلوُّثاً في العالم، والتي تصل فيها مُستويات التلوُّث إلى 10 أضعاف ما نجِده في لندن، يحتاج الناس إلى استخدام الدرَّاجةِ الهوائيَّة لخمس ساعات في الأسبُوعِ قبلَ أن تفُوقَ أخطار التلوُّث المنافِعَ الصحيَّة”.

“ولكن، علينا أن نتذكَّرَ أنَّ أقليَّةً صغيرةً من العُمَّال في أكثر المُدن تلوُّثاً في العالم، مثل السُّعاة الذين يستخدمون الدراجات الهوائيَّة، قد يتعرَّضون إلى مُستوياتٍ مُرتفِعةٍ جداً من تلوُّث الهواء بحيث تُلغي المنافِعَ الصحيَّة للنشاط البدنيّ”.

قالَ المُعِدُّ الرئيسيّ للدراسة جيمس وودكوك: “تُظهِرُ دراستُنا منافِعَ النَّشاط البدنيّ بالرغم من نوعيَّة الهواء، ولكنَّها ليست دعوةً لعدم اتِّخاذ التدابير الضروريَّة لمُحاربة التلوُّث، فهي تُقدِّمُ المزيدَ من الدَّعمِ لتحسين البنى التحتيَّة بحيث نُشجِّعُ الناسَ على المشي أو استِخدام الدرَّاجة الهوائيَّة بدلاً من السيَّارة؛ وهذا الأمر بحدّ نفسه يُقلِّلُ من مُستويات التلوُّث ويدعم النَّشاط البدني في آنٍ معاً”.

قالَ مُعِدُّو الدِّراسة إنَّ التمارينَ المُنتظَمة تُقلِّلُ من خطرِ مرض القلب والسكَّري والعديد من أنواع السرطان، وهي طريقةٌ يُعزِّزُ الإنسانُ من خلالها مُستوياتِ نشاطه البدنيّ عند استخدامه للدراجة الهوائيَّة أو المشي في تنقُّلاته.

هيلث داي نيوز، روبرت بريدتقالَ باحِثون إنَّ استِخدامَ عصير التفَّاح المُخفَّف يُساعِد على الوِقاية من التجفاف dehydration عندَ الأطفال الذين يُعانُون من آلامِ المعِدة.

عندما يُصاب الطفلُ بالإسهال أو التقيُّؤ، يكمُن الخطرُ الرئيسي في أن يفقِد الكثيرَ من السوائل، أو حدوث ما يُسمَّى التجفاف، حيث يُمكن للتجفاف الشَّديد أن يُشكِّل خطراً على الحياة، وأن يحدُث بشكلٍ سريعٍ عند الصِّغار.

للوِقاية من التِّجفافِ عند الأطفال، ينصحُ الأطبَّاءُ عادةً بتقديمِ مشروبات مُعدَّة للتعويض عن السوائل rehydration drinks تحتوي على مزيجٍ من الأملاح والسكَّر مُعدّ للحِفاظ على استقرار مُستويات سوائل البدن، ولكن غالباً ما تكون أسعارُ هذه المشروبات مُرتفِعةً، ناهيكَ عن أنَّ الأطفالَ لا يُحبُّون نكهتها.

أرادَ الباحِثون معرِفةَ ما إذا كانت مشروبات التعويض عن السوائل أفضل فعليَّاً، أو إن كان عصيرُ التفَّاح المُخفَّف والذي يُفضِّله الأطفال سيفيد الصِّغارَ في عُمر أكبر من 6 أشهر.

وجدَ الباحِثون أنَّ الأطفالَ، الذين قُدِّمَ لهم عصير التفَّاح، كانوا أقلّ ميلاً للحاجةِ إلى معالجةٍ إضافيَّة، وربَّما يعُود السببُ في هذا إلى سعادتهم بنكهة العصير ورغبتهم في شربه.

يجب التنويهُ إلى أنَّ هذا الأمرَ قد لا ينجح مع جميع الأطفال، حيث لم تشتمِل الدِّراسةُ على صِغارٍ في عُمرٍ دُون 6 أشهُر، أو صِغار يُعانون من مشاكل أكثر شدَّةً في المعِدَة، أو صِغار لديهم حالاتٌ شديدة من التِّجفاف.

بشكلٍ عام، تبقى الإرشاداتُ الطبيَّة المُتَّبعة حالياً تنصُّ على تقديم سوائِل إعادة الإماهة أو التعويض عن نقص السوائل للأطفال عند القلق من أن يُصيبهم التِّجفاف، مع استِشارة الطبيب في حال لم ينجح الأمر؛ فعصيرُ الفاكِهة يُمكن أن يُفاقِمَ من الإسهال، ولهذا يجب تجنُّبه وفقاً للإرشادات الحاليَّة.