دلائل تُشير إلى أثر سلبي لأحد مضادات حرقة المعدة المعروفة على الشرايين!

قال باحثون أن أحد الأدوية الشائعة لحرقة المعدة التي يمكن صرفها بدون وصفة طبية، قد سرّع من شيخوخة خلايا الأوعية الدموية في تجربة مخبرية، مما أثار المخاوف حول سلامة استعماله على المدى الطويل.

وبحسب الدراسة الحديثة، فإن الخلايا المبطنة لجدران الأوعية الدموية التي تعرضت لمضاد الحموضة المُسمى نيكسيوم Nexium (الاسم العلمي إيزوميبرازول esomeprazole) قد أصيبت بحالة من الشيخوخة، وهو ما من شأنه إعاقة دور هذه الخلايا في الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

يقول المُعد الرئيسي للدراسة الدكتور جون كوك، رئيس قسم علوم القلب والأوعية الدموية بمعهد هوستون ميثوديست للأبحاث: “أعتقد بأن النتائج المخبرية التي حصلنا عليها تُفسر نتائج الدراسات السابقة التي عثرت على صلة بين تناول مثبطات مضخة البروتون proton pump inhibitors PPIs (إحدى أشكال مضادات حرقة المعدة، ومن بينها دواء نيكسيوم) وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب”.

بدورها، أصدرت شركة أسترازينيكا AstraZeneca المُصنّعة لدواء نيكسيوم بياناً مُقتضباً تقول فيه إن الدراسة قد أُجريت في بيئة مخبرية، ولم تُجرَ على البشر في إطار دراسة سريرية مُحكمة. وبالتالي فلا يمكن استخلاص تفسيرات توضح الأسباب والنتائج منها.

ومما جاء في بيان الشركة المُصنّعة: ” تأتي سلامة المرضى في أولويات شركة أسترازينيكا، ونحن نعتقد جازمين بأن جميع أدوية مثبطات مضخة البروتون PPI آمنة بشكل عام وفعالة عند استخدامها وفق التعليمات الإرشادية الخاصة بها”.

يقول كوك: “هناك العديد من المرضى الذين لا يتناولون مُثبطات مضخة البروتون PPIs وفق إرشادات هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، والتي تنص – في حالة عقار نيكسيوم – على عدم استخدامه لأكثر من ثلاث أشواط علاجية في السنة، مدة كل شوط أربعة أسابيع. وإنما يُفرطون في استخدامه لفترات طويلة”.

يقول الدكتور بي كي شاه، مدير مركز أبحاث تصلب الشرايين أوبينهايمر بمركز سيدارز سيناي الطبي بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية إن نتائج هذه الدراسة تقدم تفسيراً معقولاً حول الكيفية التي تؤثر فيها مثبطات مضخة البروتون PPIs في صحة القلب على المدى الطويل.

ويُضيف شاه: “إننا نمتلك بياناتٍ سريرية تثير الشكوك حول الأثر السلبي لاستخدام مُثبطات مضخة البروتون لفترة طويلة، ولقد قدمت الدراسة المخبرية اليوم تفسيراً منطقياً ومحتملاً لذلك، على الرغم من أنه لا تزال هناك العديد من الأسئلة المعلقة بدون إجابات”.

في هذه الدراسة، قام كوك وزملاؤه باستنبات الخلايا المبطنة لجدران الأوعية الدموية مخبرياً (تُسمى بالخلايا الغشائية).

جرى تعريض المستنبتات الخلوية لجرعة يومية من مادة نيكسيوم مشابهة للجرعة التي يتلقاها المريض لفترة طويلة من الزمن.

تُنتج الخلايا الغشائية في الحالة الطبيعية مواد مُرخية للأوعية الدموية بإلإضافة إلى طبقة  من مادة مُزلقة تمنع الترسبات أو الخثرات الدموية من الالتصاق على جدران الأوعية الدموية.

تعمل مُثبطات مضخة البروتون من خلال منع إنتاج الحمض في الخلايا المبطنة لجدار المعدة، ولكن العلماء يشتبهون الآن بأنها تتدخل أيضاً في عمل الخلايا المنتجة للحمض في جميع أنحاء الجسم.

فيما يتعلق بالخلايا المبطنة للأوعية الدموية، وجد العلماء بأن العلاج طويل الأمد بمثبطات مضخة البروتون يعيق إنتاج الحمض من قبل الجسيمات الحالة lysosomes في الخلايا، وهي الخلايا المسؤولة عن تنظيف الخلايا من الفضلات. إذ أدى ذلك إلى إضعاف عملها وعدم إنتاج كميات كافية من الحمض لتنظيف فضلات الخلية.

يؤدي تراكم الفضلات في الخلايا إلى شيخوختها بشكل مبكر، مما يعيق وظيفتها في حماية الأوعية الدموية.

وقد وجدت الدراسة بأن نوعاً آخر من مُضادات حُرقة المعدة، مثل حاصرات إتش 2 H2 blockers لا تمتلك نفس التأثير على الأوعية الدموية. من الأسماء التجارية الشائعة لحاصرات إتش 2: تاجاميت  Tagamet (الاسم العلمي سيميتيدين cimetidine)، بيبسيد Pepcid (الاسم العلمي فاموتيدين famotidine)، زانتاك Zantac (الاسم العلمي رانيتيدين ranitidine).

جرى نشر النتائج في العاشر من شهر مايو الحالي في مجلة أبحاث الدورة الدموية Circulation Research.

هيلث داي نيوز، دينيس ثومبسون،