مشاكلُ الإحساس بالاتِّجاه تُنذِر ببِداية ألزهايمر

أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ الصُّعوبةَ في تذكُّر كيفيَّة التجوُّل في مُحيطٍ جديد قد تكون علامةً مُبكِّرة جدَّاً تدلُّ على مرض ألزهايمر Alzheimer’s.

قالَ الباحِثون: إنَّ النتائِجَ، في حال أكَّدت عليها أبحاثٌ قادِمةٌ، قد تُساعِد الأطبَّاءَ على تشخيص ألزهايمر بفترةٍ طويلةٍ قبلَ ظُهور أعراض مشاكِل الذَّاكِرة.

اشتَملت الدِّراسةُ على 16 شخصاً لديهم أعراض مرحلةٍ مُبكِّرةٍ من ألزهايمر، و 13 شخصاً يبدون طبيعيين ظاهِريَّاً ولديهم علاماتٌ للمرحلة السابِقة لظهور الأعراض الكافِية لتشخيص الإصابة بألزهايمر في السائل المُحيط بالدِّماغ والحبل الشوكيّ (السائل الدِّماغيّ النُّخاعيّ cerebrospinal fluid)، ومجموعة مُقارنةٍ من 42 شخصاً سليماً بدون علامات دماغيَّة نُخاعِيَّة.

قالَ الباحِثون إنَّ المرحلةَ السابِقة لظهُور الأعراض، الكافِية لتشخيص الإصابة بألزهايمر، تُشيرُ إلى تغيُّراتٍ في الدِّماغ تحدُث قبلَ ظُهور الأعراض التي تُؤدِّي إلى التشخيص.

خضعَ المُشارِكونَ إلى اختِباراتٍ حولَ قدراتهم على تذكُّر كيفيَّة الانتِقال عبر متاهةٍ افتِراضيَّة على جِهاز الحاسُوب وسلسلةٍ من الدَّهاليز المُترابِطة و 4 نماذِج من خلفيَّات الشاشة و 20 مَعلَماً؛ وركَّزت الاختِباراتُ على مهارتين مُحدَّدتين: القُدرة على تعلُّم واتِّباع طريق مُعدّ مُسبَقاً، والقُدرة على ابتِكار واستِخدام خريطة ذهنيَّة للمتاهة.

قالَ الباحِثون إنَّ مجموعةَ الأشخاص، في المرحلة السابِقة لظهُور الأعراض الكافِية لتشخيص الإصابة بألزهايمر، واجهوا القليلَ من المشاكل أو لم يُواجِهوا أيَّة مشاكِل في تعلُّم الطريق المُعدّ مُسبقاً، ولكنهم واجهوا مشاكلَ ملحُوظةً في ابتِكار خريطة ذهنيَّة للمتاهة؛ ولكنهم نجحوا في النِّهاية في تجاوز هذه العقبة، وكان أداؤهم مُشابِهاً تقريباً لأداء مجموعة المُقارنة في الاختِبارات اللاحِقة.

قالت المُعِدَّةُ الرئيسيَّة للدراسة دينيس هيد، الأستاذة المُساعِدة في العلوم النفسيَّة وعلوم الدِّماغ: “تُشيرُ نتائجُنا إلى أنَّ المهمَّات المُتعلِّقة بالقُدرة على الانتقِال، والمُصمَّمة لتقييم إستراتيجيَّة وضع الخرائط في الدِّماغ، يُمكن أن تُستخدَمَ كأداةٍ جديدةٍ قويَّةٍ للتحرِّي عن التغيُّرات المُبكِّرة جداً في الإدراك والمُتعلِّقة بمرض ألزهايمر”.

قالَ الباحِثون إنَّ المشاكِلَ في القُدرة على وضع الخرائِط الذهنيَّة للأماكِن تُشاهَد بشكلٍ ملحُوظ عندَ الأشخاص في مرحلةٍ مُبكِّرة من مرض ألزهايمر، ولكن لم تُدرَس هذه المشاكلُ عند الأشخاص الذين يبدون طبيعيين ظاهِرياً، ولكن مع احتِمال أنَّهم في الطريق نحو الإصابة بهذا المرض.

أضاف الباحِثون أنَّ وُجودَ علامات السائِل الدِّماغيّ النُّخاعيّ لمرض ألزهايمر لا تعني أنَّ الإنسانَ سيُصاب بالمرض بشكلٍ محتَّم، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الصعوبة في إيجاد الإنسان لطريقه في بيئة جديدةٍ.

خلُصَ الباحِثون إلى ضرورة أن تتفحَّص الأبحاثُ القادِمة ما إذا كانت المشاكلُ في وضع الخرائط الذهنيَّة عندَ الأشخاص، في المرحلة السابِقة لظهُور الأعراض الكافِية لتشخيص الإصابة بألزهايمر، تترافقُ مع زِيادةٍ في خطر الإصابة بمرض ألزهايمر المصحُوب بالأعراض.

هيلث داي نيوز، روبرت بريدت