هل يمكن لنوافد السيارة الجانبية أن تكون ضارةً بالإنسان؟

على الرغم من أن زجاج السيارة الأمامي غالباً ما يقي الركاب من التعرض إلى الأشعة فوق البنفسجية الضارة، إلا أن الأمر ذاته لا ينطبق دائماً على زجاج النوافذ الجانبية، وذلك بحسب ما توصلت إليه دراسة حديثة.

فمن المعلوم سابقاً بأن التعرض المديد للأشعة فوق البنفسجية-آ قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد والساد العيني cataracts. ومع الجلوس المطول في السيارة الذي تفرضه طبيعة الحياة اليوم، تساءل أحد الباحثين الأمريكيين، وهو الدكتور بريان بوكسر، عن ما إذا كان زجاج السيارات الحديثة يوفر حماية كافية من هذه الأشعة الضارة أم لا.

وللعثور على إجابة لهذا السؤال، قام الدكتور بوكسر الباحث بمعهد الرؤية بمدينة بيفيرلي هيلز بولاية كاليفورنيا الأمريكية، بمقارنة الحماية ضد الأشعة فوق البنفسجية التي يوفرها زجاج 29 سيارة مختلفة لخمسة عشر صانعاً مختلفاً، جرى تصنيعها جميعاً في الفترة بين عامي 1990 و 2014.

قام بوكسر بقياس كمية الأشعة فوق البنفسجية-آ UV-A التي نفذت إلى الجهة الأخرى من خلال زجاج السيارات الأمامي وزجاج نافذة السائق.

وقد أظهرت نتائج الدراسة أن زجاج السيارة الأمامي يوفر حمايةً جيدةً ضد الأشعة فوق البنفسجية-آ، في حين أن الحماية كانت أقل ومتباينة بين أنواع السيارات المختلفة بالنسبة لزجاج النوافذ الجانبية.

ففي حين استطاع زجاج السيارة الأمامي حجب 96 في المائة من الأشعة فوق البنفسجية-آ بشكل وسطي، لم يتمكن زجاج النافذة الجانبية حجب أكثر من 71 في المائة من الأشعة فوق البنفسجية-آ بشكل وسطي.

ووجد الباحث أن أربع سيارات فقط من أصل 29 سيارة كان زجاجها الجانبي يوفر حماية عالية ضد الأشعة فوق البنفسجية-آ.

وبحسب مُعد الدراسة، فإن ذلك قد يؤدي إلى زيادة خطر إصابة عين السائق اليسرى بالساد العيني cataracts أو إصابة السائق بسرطان الجلد على الجهة اليسرى من وجهه. ويعتقد بوكسر بأن دراسته الحديثة ينبغي أن تدفع صانعي السيارات لزيادة حماية النوافذ الجانبية للسيارات ضد الأشعة فوق البنفسجية-آ.

ما الذي ينبغي فعله؟

ينصح الخبراء ركاب السيارات بارتداء نظارة شمسية تقي من الأشعة فوق البنفسيجة آ-ب، كما يمكن استخدام ورق تظليل لاصق على نوافذ السيارة (بما لا يتعارض مع القوانين المحلية في كل دولة)، وخاصة لأصحاب السيارات القديمة التي لا يتمتع زجاجها بخاصية الحماية ضد الأشعة فوق البنفسجية.

جرى نشر الدراسة في النسخة الإلكترونية من مجلة الرابطة الأمريكية للطب المتخصصة بطب العيون JAMA Ophthalmology في الثاني عشر من شهر مايو الحالي.

هيلث داي نيوز، ماري إليزابيث دالاس