مقالةٌ في اضطرابات إفراغ البول في الطب العربي القديم

عسر التبول

 

مردُّه إمَّا إلى سببٍ في المثانة (ورم، أو برد أو حر من الخارج، أو ضربة، أو سقطة، أو احتباس كثير للبول)، وإمَّا إلى سبب في المجرى، أي في عنق المثانة والإحليل  (وهو ورم، أو حصاة، أو ثؤلول، أو التحام قرحة).

 

كثرة التبول (البوال)

تنجم عن الإصابة بالدَّاء السكَّري 

(الديابيطس)، أو عن القروح في المثانة، أو عن البرد الشديد، أو عن يبس البراز.

 

قلة البول

تنجم عن قلَّة الشرب، وكثرة الإسهال، وقصور الكلية والكبد كما هي الحال في الاستسقاء.

 

سلس البول

وهو خروجُ البول بلا إرادة ولا حرقة ولا ألم. وينجم، في أكثر الحالات، عن البرد الشديد، أو استرخاء المثانة وضعفها؛ كما يحدث في آخر الأمراض المزمنة، أو بسبب الإكثار من المدرَّات، أو بسبب ضاغط مجاور كالحمل والأورام العظيمة في البطن.

ومنه سلسُ البول في الفراش الذي ينجم عن استرخاء العضلة، وربَّما أعانه حدَّة البول، والاستغراق في النوم.

يقول الرازي: “إذا كان العليلُ يَكثُر بولُه بلا حرقة، ويبول في نومه في الفراش، ولم يكن مع ذلك عطش، ولا نحافة في البدن، فاسقه ماسك البول”.

ثمَّ يعدِّد الرازي في كتابه “المنصوري” وصفاتٍ كثيرةً لهذه العلَّة التي نكتفي بالإشارة إليها دون الدخول في التفاصيل.

 

حرقة البول

عزا القدماءُ حرقةَ البول إلى حدَّة البول، وإلى قروح في مجرى البول في القضيب.

وهي حرقةٌ لاذعة ومؤلمة تحدث في أثناء التبوُّل، وبخاصَّة عند بدء خروج البول من فوهة الإحليل الظاهرة أي (الصماخ البولي Urinary Meatus) . وتنجم هذه الحرقة، في معظم الحالات، عن تقيُّح واضح وغزير في فوهة الإحليل حسب رأي الطبِّ الحديث. وأسبابها كثيرة، من أهمِّها الإصابةُ بالجراثيم المقيحة، وبخاصَّة (المكوَّرة البنِّية Gonococcus)، وبالعوامل الأخرى.

وغالباً ما تحدث عقبَ الاتِّصالات الجنسية المشبوهة المعدية. فهي والحالةُ هذه إحدى الأمراض المنتقلة بالجنس، في لغة اليوم. وهي معروفة، أيضاً، باسم التهاب الإحليل التقيُّحي Urethritis أو السَّيَلان Gonorrhea.

وقد تحدث حرقةُ البول (بحسب الطبِّ المعاصر) عن تقيُّح ناجِم عن تخريش أو ورم أو حصيات في الكلى والمثانة.