تكلَّم أطبَّاءُ العرب القُدامى عن انسداد الأمعاء Intestinal Obstruction تحت اسم إيلاوس أو العِلَّوص Ileus، فقالوا عنه إنَّه إصابةٌ خطيرة جداً ومُهلِكة، قلَّ من يسلم منها، وأطلقَ عليه أبُقراط اسم “القولنج المستَعاذ منه” (ابن سينا ـ القانون).
وخاصِّيتُه شَديدة الأعراض، يعودُ فيها الزبلُ (وهو الغائط) من الفم، والفرقُ بين هذه العلَّة وبين القولنج أنَّ القولنجَ يعرض في الأمعاء الغِلاظ، وهذه تَعرض في الأمعاء الدِّقاق، وعلاماتُه مثل علامات القولنج، إلاَّ أنَّها أشدُّ وأعظم.
يقولُ ابنُ سينا: “علامات إيلاوس أن يكونَ الوجعُ فيه فوقَ السرة، ولا يخرج شيءٌ البتَّة من تحت، ولا ينتفع بالحقنة كثيرَ انتفاع – كما قال أبقراط – وربَّما اندفع ثفلُه إلى فوق فقاءَ الزبلَ والدُّود وحبَّ القرع، وأنتَن فمُه وجُشاؤه، بل ربَّما أنتَنَ جميعُ بدنه … ويعرض له الكربُ، والغمُّ، والخفقان والغشي والسهر وبرد الأطراف” (ابن سينا ـ القانون).
والرَّازي الذي يدعوه “القولنج الرديء” يقول فيه: “أمَّا في القولنج الرديء، وهو الذي يشتدُّ فيه القيء جداً، فلا يخرج من أسفل شيءٌ البتَّة، وربَّما كان الجشأ معه نتنٌ، وربَّما خرج الزبل من الفم. وهذا يقتل في أكثر الأمر” (الرَّازي ـ المنصوري في الطب).
وابنُ رُشد يقول عنه في الكلِّيات: “والنوعُ من القولنج الشَّديد المسمَّى عندَ القدماء “إيلاوش” ومعناه (ربِّ سلِّم) هو ما كان منه ذا أعراض صعبة، حتَّى يبلغَ بصاحبه أن يتقيَّأ الزبل” (ابن رُشد ـ الكُلِّيات).