نظرية الأخلاط عند قدامى الأطبَّاء

لقد تَصوَّر القدماءُ، من اليونان والعرب، أنَّ أكبرَ عملية تحدث في الجسم هي تحويل المواد الموجودة في الأغذية التي يتناولها الإنسانُ إلى موادَّ حيويةٍ تصلح لتغذية أعضائه وأنسجته.

تبدأ عمليةُ تحويل الغذاء بهضم الأغذية في المعدة والأمعاء، فتصعد الأبخرةُ إلى أعلى، ويهبط الثفل إلى أسفل، وما يصلح لتغذية الأعضاء يُدعى الكيموسChyle ، حيث تنقله العروقُ إلى الكبد الذي يحوِّل جزءاً منه إلى دم، وجزءاً آخر إلى صَفراء (أو المرَّة الصفراء)، كما ينتقل جزءٌ آخر منه إلى الطِّحال الذي يحوِّله إلى السَّوداء (أو المرَّة السوداء)، وجزءٌ إلى المعدة والرئة فيتحوَّل إلى بلغم.

وهذه هي الأخلاطُ humors الأربعة: الدم، والمرَّة الصفراء، والمرَّة السوداء، والبلغم، التي توجد في جسم الإنسان.

ولكل خِلط من هذه الأخلاط طبيعةٌ:

فخلطُ الدم حارٌّ ورطب، وخلطُ البلغم باردٌ ورطب، وخلطُ المرَّة الصفراء حارٌّ وجاف، وخلطُ المرَّة السوداء باردٌ وجاف.

والأخلاطُ إمَّا أن تكونَ جيِّدة، وإمَّا أن تكونَ رديئة:

فالجيِّدةُ هي التي تكون ضروريةً للجسم، وتصبح جزءاً منه؛ والرديئةُ هي التي تبقى بلا فائدة، ويفرزها الجسمُ إلى الخارج، ويتخلَّص منها بواسطة الغائط والبول والمفرزات الأنفية والجلدية وغيرها … إلخ.