مخطئ من يظن أن أمراض القلب تقتصر على الكبار والبالغين فقط لاغير ، إذ أنها قد توجد فى الأطفال وصغار السن ، بل وفى الأجنة فى بطون أمهاتهم ، حيث يولدون بهذه الأمراض القلبية ، والتى ترجع فى المقام الأول إلى عوامل جينية وراثية بحته ، حيث تنتقل من جينات الأبوين إليهم ، مسببة هذه الامراض .
ويعتبر مرض رباعى فالوت أحد أهم وأشهر تلك الفئة من الأمراض ، ورباعى فالوت هذا هو عبارة عن خلل يحدث للقلب أثناء مراحل تكوينه ، حيث مايزال الطفل جنينا فى رحم أمه ، وقد سمى بـ ” فالوت ” نسبة إلى العالم الذى إكتشف هذا المرض ، ووصفه فى أبحاثه ونشراته الطبية ، أما كلمة رباعى فيرجع سببها إلى وجود أربعة تشوهات هى ماتسبب هذا المرض ، وتشمل .. •وجود ثقب بين البطين الأيمن والبطين الأيسر . ويعانى الطفل المصاب عادة من بعض المشكلات الصحية لعل أهمها نقص الأكسجين بخلايا جسمه ، ويرجع هذا الأمر إلى وجود ضيق بالشريان الرئوى والأورطى ، ونتيجة لنقص الأكسجين المتوقع يلاحظ أن الطفل عادة مايميل إلى اللون الأزرق ، ولاسيما فى شفتيه وأطرافه الأربعه ، كذلك يلاحظ على الطفل المريض برباعى فالوت نقص معدل النمو لديه مقارنه بأقرانه ومن هم فى مثل عمره . وينحصر علاج مثل هذه الحالات فى الخيار الجراحى ، حيث يفضل التدخل جراحيا بمجرد أن يتم الطفل عامه الأول ، ويلاحظ أنه كلما تأخر الوالدين فى إتخاذ القرار بخصوص إجراء الجراحة ، فإن معدلات النجاح تقل تدريجيا ، إلى جانب زيادة المضاعفات المحتملة فيما يخص مرحلة مابعد الجراحة . وتتم الجراحة على مرحلتين ، حيث يتم التدخل جراحيا فى العملية الأولى لإصلاح الشريان الرئوى والأورطى ، حيث يتم عمل توسعة لهما ، وبالتالى يبدأ الطفل فى النمو بمعدل جيد ، بعد ذلك بعدة شهور ، وبعد إنتهاء فترة النقاهة من العملية الجراحية الأولى ، يتم التحضير للعملية الجراحية الثانية ، والتى من خلالها يتم غلق الثقب الموجود بين البطين الأيمن والأيسر بواسطة رقعة نسيجية . وختاما .. ينبغى أن نشير إلى أن الطفل بعد إجراء العملية الجراحية عادة مايعيش بطريقة طبيعية جدا ، دون أى مشاكل تذكر ، ويفضل فقط المتابعة الدورية السنوية لدى الطبيب المختص . |