ان الاضرابات والامراض تنقسم الى قسمين وهي جسدية ونفسية ولكن هل هناك اضطرابات نفسية يمكن ان تولد تأثيرات جسدية اي تظهر علامات واعراض على الجسم فاذا كان يوجد مثل هذا الاضراب ام لا هذا ما سوف نتحدث اليه في هذه المقالة
ان ثنائية العقل والجسد يعتبر قضية جدلية منذ مدة طويلة. حيث كان هناك فرضية من قبل رينيه ديكارت في القرن السابع عشر وهي ان كل من العقل والجسد مادتان مميزتان لا يمكن ان تؤثر احداهما على الاخرى حيث ان الجسد يخضع لقوانين ميكانيكية بنما العقل ليس كذلك وبقي هذا الافتراض لحد القرن التاسع عشر حيث افترض سيغموند فرويد ان الصراع اللاواعي يمكن ان يتحول الى شكاوى جسدية اي انه يوجد اضطرابات نفسية تولد تأثيرات جسدية وقد تم اطلاق مصطلح الاضطرابات التحويلية حيث كان اول من اطلق هذا الاسم وكذلك يوجد مصطلح اخر وهو “الهيستريا “
ان الضغوطات او النزاعات التي تشغل حيزا من تفكير الانسان والتي لا يمكن تحملها من قبل الفرد يمكن ان تجد وسائل مقبولة اجتماعيا لتتشكل فيه وذلك لتجنب الوضع الصعب في تلك النقطة لذلك يمكن للاضطراب التحويلي ان يظهر بعدة اشكال مثل الرجفان, فقدان القدرة على الكلام, الشلل, الخدر, فقدان الرؤية وكذلك النوبات الشبيهة بالنويات الصرعية.
الية حدوث الاعراض وهل هذه الاعراض مزيفة ؟
ان هذه الاعراض حقيقة وان المرضى لا يتظاهرون او ان هذه الاعراض التي تظهر عليهم تكون مزيفة. ان الية حدوث هذه الاعراض تنسب اساسا الى ان العواطف غير الطبيعية والتحكم بالذاكرة مرتبطان بالتبادلات في التخطيط الحركي وكذلك فان نتائج الرنين المغناطيسي خلال تذكر الشخص للأحداث الصعبة اظهرت ما يأتي
- الية قمع الدماغ: حيث تقمع مناطق من الفص الجبهي من الدماغ الذكرى الغير مرغوبة المتوسطة بواسطة الحصين (وهو الجزء المسؤول عن تخزين الذكريات) ويطلق على ذلك بمصطلح نموذج التفكير بعدم التفكير
- يزداد نشاط المناطق المسببة لا عراض الاضطراب التحويلي بالتزامن مع قمع الذاكرة كزيادة لنشاط المنطقة الحركية الاضافية الموجودة في القشرة الدماغية وان حدوث تدهور في القدرة على التخطيط للحركة يكون مشاية للشلل الوظيفي الذل نراه في الاضطراب التحويلي
- يصبح الاشخاص الذين يعانون من هذه الحالة اكثر عرضة للإثارة العاطفية وهذه الاثارة قد تؤدي الى تعديل الوظيفة الحركية بالتالي فان ذلك يؤدي الى انخفاض نشاط المناطق المسؤولة عن تثبيط الانماط الغير مرغوبة من المشاعر وتعزيز الاتصال ما بين المنطقة الحركية الاضافية واللوزة الدماغية التي تتشارك في عملية الشعور
تشخيص الاضطراب التحويلي
ان تشخيص الاضطراب التحويلي وعلاجه ليس بالأمر السهل فالعديد من المرضى الذين يعانون من الاضطراب التحويلي يكونون غير قادرين على فهم الصراع الداخلي لهم والذي ربما قد يحدث في مستوى غير واعٍ حيث يصعب ادراكه. لكن على الرغم من ذلك يستطيع المرضى الوصول الى الحل بمجرد تعرفهم على الرابط ما بين ذلك الصراع والاعراض الجسدية التي تظهر عليهم.
علاج الاضطراب التحويلي
نظرا لما يعاني منه الاشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب لذلك تستند التدابير المتخذة على العلاج النفسي في المقام الاول حيث تشمل التدريب على الاسترخاء وتحسين القدرة على التواصل تواصلا مريحا مع الاخرين, وكذلك ربما اللجوء الى بعض الاجراءات غير التقليدية كالتنويم المغناطيسي وكذلك التداخل السلوكي الذي يهدف الى تحسين احترام الذات.
كذلك فان للعلاج الفزيائي ايضا دور في حالات الشلل الوظيفي التي نراها في الاضطراب التحويلي وذلك بهدف تقوية العضلات الضعيفة والتأقلم مع العودة الى المشي مجددا وايضا يعد استخدام الادوية مهما في حال وجود مشكلة نفسية كامنة مثل ادوية الاكتئاب والقلق
في النهاية ان لكل شخص معرض لان تتولد لديه افكار غير مرغوبة وايضا له القدرة على التغلب عليها وانهائها وحتى وان عاد المرء وفكر فيها فعليه معرفه انها قد مضت وانتهت وعليه التقدم بدلا من البقاء متعلقا فيها فاذا بقي متعلقا بها فهذا يجعله حبيسا لها ولا يستطيع ان يتقدم في اي شيء وان المشاعر كالبحر الهائج تارة هادئة واتارة هائجة وايضا مهما استطعنا التحكم في الافكار الغير مرغوبة بالتالي يمكنها بطريقة او باخري فأنها ستظهر لذلك فان المشاركة والتواصل مع الاخرين قد يكون احدى الطرق لعلاجها