توصلت إحدى المراجعات العلمية الحديثة إلى نتيجة مفادها بأن التمارين الرياضية قد تساعد مرضى الفشل القلبي على العيش لفترة أطول.
يقول الباحث رود تايلور، مدير وحدة التجارب السريرية بكلية الطب بجامعة إكستير بإنجلترا: “ينبغي على مرضى الفشل القلبي ألا يخافوا من ممارسة التمارين الرياضية، فعلى العكس، إنها مفيدة لصحتهم وتعزز شعورهم بالصحة، وقد تساعدهم على العيش لفترات أطول”.
خلُص الباحثون إلى نتائجهم بعد مراجعة 20 تجربة اشتملت على أكثر من أربعة آلاف مريض بحالة فشل قلبي، ووجدوا بأن ممارسة هؤلاء للتمارين الرياضية ترافقت مع تراجع خطر الوفاة لأي سبب بنسبة 18 في المائة، وتراجع خطر الإقامة في المستشفى بنسبة 11 في المائة، وذلك بالمقارنة مع أقرانهم من مرضى الفشل القلبي الذين لا يمارسون التمارين الرياضية.
وعلى الرغم من أن هذه المُراجعة العلمية لم تُثبت علاقة سبب ونتيجة بين ممارسة التمارين الرياضية وتحسّن مُعدل البقاء على قيد الحياة عند مرضى الفشل القلبي، إلا أن الباحثين قالوا بأن الفوائد مُشاهدة عند المرضى من الجنسين بغض النظر عن شدة إصابتهم.
والفشل القلبي هو الحالة التي يعجز فيها القلب عن ضخ كميات كافية من الدم إلى أنحاء الجسم. وتشمل أعراضه على ضيق التنفس، والإرهاق، وتراكم السوائل في الساقين. ولا يتوفر حتى الآن علاجٌ شافٍ لهذه الحالة التي تُصيب أكثر من 5.7 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، وذلك بحسب إحصائيات المعهد الأمريكي الوطني للقلب والرئة والدم.
يقول تايلور بأن التمارين الرياضية تفيد مرضى الفشل القلبي بعدة طرق، فهي تُحسن من رشاقة الجسم، وتُعزز من ضخ الأكسجين إلى القلب، وتُحسّن من الدوران الدموي، وتُقلل من خطر اضطراب النظم القلبي الذي قد يُفضي إلى الموت المفاجئ.
وفي الوقت ذاته، يقول تايلور بأنه ينبغي ألا يُفهم من كلامه بأنه يطلب من مرضى الفشل القلبي المشاركة في سباقات المارثون!
ويُضيف: “نقصد بالتمارين الرياضية تلك التي يمكن ممارستها بشكل روتيني، مثل المشي لمدة 20 إلى 30 دقيقة ثلاث مرات أسبوعياً وبشدة تجعل الشخص يلهث قليلاً، ولكن ليس إلى الدرجة التي تُثير أعراض المرض لديه”.
ويؤكد تايلور على ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء بممارسة التمارين الرياضية، إلا أنه يعتقد بأن نتائج هذه المُراجعة يجب أن تدفع الأطباء وواضعي السياسات إلى أن يُشجّعوا مرضى الفشل القلبي على ممارسة تمارين إعادة التأهيل الرياضية، لا أن يكبحوا جماحهم عن ممارستها بحجة أنها قد لا تعود عليهم بأي نفع.
جرى عرض النتائج يوم الاثنين الماضي في مدينة فلورينس الإيطالية في أثناء الاجتماع السنوي للجمعية الأوربية لطب القلب والأوعية الدموية، ومن المعروف بأن نتائج الأبحاث المعروضة في الاجتماعات والمؤتمرات العلمية تبقى أولية إلى حين نشرها في مجلة علمية محكمة.
هيلث داي نيوز،