توصَّلت دراسةٌ حديثة إلى أنَّ تراجعَ عدد أفراد الأسرة قد يكون أحدَ الأسباب التي تقف وراءَ عيش النساء لفترات أطول من الرجال.
قام باحثون بتحليل بيانات أكثر من 140 ألف شخص من ولاية يوتاه، ووجدوا بأن المعدلَ الوسطي لأعمار الرجال الذين وُلدوا في أوائل ومنتصف القرن السابع عشر كان يزيد بسنتين على المعدَّل الوسطي لأعمار النساء اللواتي وُلدن في نفس الفترة.
لكنَّ هذا الفارقَ أخذ بالتقلُّص تدريجياً، ثم انقلبت الكفة لصالح النساء وبفارق كبير، فأصبح المعدلُ الوسطي لأعمار النساء اللواتي وُلدن في بدايات القرن العشرين يفوق المعدلَ الوسطي لأعمار الرجال الذين وُلدوا في نفس الفترة بأربع سنوات.
ولاحظ الباحثون أنَّه، بالتزامن مع هذا التغيّر في النسب، فقد انخفض العددُ الوسطي للأطفال، الذين تنجبهم الأم من ثمانية أطفال بشكلٍ وسطي في بدايات القرن السابع عشر، إلى أربعة تقريباً في بدايات القرن العشرين. كما وجد الباحثون بأنَّ النساءَ، اللواتي ولدن 15 طفلاً أو أكثر، كان المعدَّلُ الوسطي لأعمارهن أقلَّ بست سنوات من النساء اللواتي ولدن طفلاً واحداً فقط.
وبحسب الدراسة، فإنَّ الباحثين لم يعثروا على صلة بين عدد الأطفال والمعدَّل الوسطي لأعمار آبائهم.
واستنتج الباحثون بأنه من الضروري أخذُ انخفاض معدلات الولادة بعين الحسبان عندَ محاولة تفسير سبب عيش النساء لفترات أطول من الرجال.
تقول المشرفةُ العامة على الدراسة إيليزابيث بولند، الباحثة في قسم البيئة والوراثة بجامعة أوبسالا في السويد: “تؤكِّد نتائجُ دراستنا على أهمية أخذ العوامل البيولوجية بعين الاعتبار عندَ تفسير أسباب تبدل معدلات الوفاة عند البشر. وأرى بأن نتائجَ الدراسة ستؤثر بلا شك في التوقُّعات الديموغرافية (السكانية)، لأن معدلات الإنجاب والأعمار تتبدَّل بشكل مستمر حول العالم؛ فعلى سبيل المثال، تقترح نتائجُ دراستنا بأن التباين في معدلات الأعمار بحسب الجنس سيستمرّ بالازدياد، لأن العديدَ من دول العالم يمرُّ بتحوُّلات ديموغرافية”.
هيلث داي نيوز، روبيرت بريدت، الاثنين 25 أبريل 2016