دراسة حديثة: السكن بجانب مطاعم الوجبات السريعة يُفسد الأشخاص الأقل تعليماً!

توصلت دراسة بريطانية حديثة إلى أن السكن في حي أو شارع يحفل بمطاعم الوجبات السريعة، يُعد خياراً غير صحيٍّ للأشخاص الأقل تعليماً.

يقول الباحث توماس بورجوين، أحد أعضاء فريق الدراسة والمُعيد بجامعة كامبريدج: “مما لا ريب فيه بأن للجوار تأثيرٌ على ما نأكله في حياتنا اليومية، بغض النظر عن مستوياتنا التعليمية وثقافتنا. إلا أن هذا التأثير أقوى لدى الأشخاص الأقل تعليماً”.

أراد الباحثون فهم الطريقة التي يؤثر بها توفر الوجبات السريعة على النظام الغذائي للشخص ومدى بدانته. ولأجل ذلك، قاموا بتحليل بيانات استطلاع اشتمل على أكثر ستة آلاف بالغ تراوحت أعمارهم بين 29 إلى 62 سنة، ويعيشون في مقاطعة كامبريدجشير بإنجلترا.

وقد وجدت الدراسة بأن صحة الأشخاص الأقل تعليماً كانت أدنى من صحة الأشخاص الأكثر تعليماً، حتى ولو عاشوا في نفس الحي أو الشارع الذي يعجّ بمطاعم الوجبات السريعة.

يقول الباحثون أنهم وجدوا بأن الأشخاص الأقل تعليماً يأكلون وجبات سريعة غير صحية أكثر بمقدار الثلث يومياً، وذلك بالمقارنة مع أقرانهم الأكثر تعليماً، وهو ما يُعادل حوالي 4 كيلوغرامات من الأطعمة غير الصحية سنوياً، كما وجدوا بأن الأشخاص الأقل تعليماً كانوا أكثر ميلاً للبدانة.

وعلى الرغم من أن الدراسة لم تُثبت علاقة سبب ونتيجة، إلا أن الباحثين يرون بأن نتائجها تُظهر ضرورة قيام البلديات أو الإدارات الحكومية المختصة بتنظيم عدد مطاعم الوجبات السريعة في الأحياء.

يقول المُعدّ الرئيسي للدراسة بابلو مونسيفايس، أستاذ الصحة العامة بجامعة كامبريدج: “تُشير نتائج دراستنا إلى إن مثل هذا الإجراء سيكون فعالاً ومفيداً لجميع المجموعات الاجتماعية، وخاصةً الفئة الأقل تعليماً، وهو ما قد يُقلل من التفاوت في المستوى الصحي وطبيعة النظام الغذائي بين مختلف طبقات المجتمع الاقتصادية”.

ويُضيف مونسيفايس: “إن ذلك أمرٌ مُهمٌ للغاية، لأن محاولات تشجيع الناس على اتباع أنماط حياة أكثر صحية على المستوى الفردي قد فشلت إلى حدٍ بعيدٍ في إزالة الفوارق الصحية بين مختلف الطبقات الاجتماعية الاقتصادية، إذ قلما يستجيب لها الأفراد من الطبقات الاجتماعية المتدنية تعليمياً أو اقتصادياً”.

جرى نشر الدراسة مؤخراً في العدد الحادي عشر من المجلة الأمريكية للتغذية السريرية.

هيلث داي نيوز،