دراسة حديثة: كثرة المشاغل والأعمال نعمةٌ كبيرةٌ للعقل!

هل تشتكي من كثرةِ مشاغلك وأعمالك؟ دعكَ من الشكوى وكُن مسروراً بذلك، فمن شأن تلك المشاغل أن تحافظ على صحةِ دماغك!

هذا ما توصّلت إليه دارسةٌ حديثةُ أجريتْ على مجموعة من البالغين، ووجدت بأن الأشخاص الذين تزدحم جداول أعمالهم اليومية بالعديد من المشاغل يُظهرون أداءً أعلى في اختباراتِ الذاكرة ومعالجة المعلومات وتحليل الأسباب.

ولكنّ الباحثين يؤكدون في الوقت ذاته على أن نتائج الدراسة لا تُشكل دليلاً علمياً على أن كثرة المشاغلِ تجعل من الشخص أكثر ذكاءً، وإنما هي تحفّز القدرات الذهنية لدى الشخص.

من الجدير ذكره بأن أبحاثاً سابقةً كانت قد توصّلت إلى أن تعلّم مهارات جديدة قد يُساعد البالغين على شحذِ مهاراتهم الذهنية.

تقول المُعدّة الرئيسية للدراسة سارا فيستيني، الباحثة بمركز فايتال لونجيفيتي بجامعة تيكساس الأمريكية: “يبدو أن كثرة المشاغل هي عاملٌ ينعكس إيجاباً على إدراك المرء وتفكيره الواعي”

جرى نشرُ الدراسة في السابع عشر من شهر مايو الحالي في النسخة الإلكترونية من مجلة المستجدّات في علم الأعصاب الشيخي Frontiers in Aging Neuroscience.

يقول الباحثون إن نتائج دراستهم الحالية تنسجمُ مع نتائج دراساتٍ علميةٍ سابقة. فقد توصّلت دراساتٌ سابقةٌ إلى أن المُسنين الذين ينشطون فكرياً أو اجتماعياً أو جسدياً يتمتعون بقدراتٍ ذهنيةٍ أفضل ويتراجعُ لديهم خطرُ الإصابةِ بالخرف. وتوصي رابطة داء ألزهايمر بممارسةِ جميع النشاطاتِ الثلاثة آنفةِ الذكر للحد من خطرِ الإصابةِ بهذا المرض وتحسينُ صحة الدماغ.

وبحسب الباحثة فيستيني فإنَّ كثرةَ المشاغلِ قد تكون واجهةً للنشاط الإدراكي الواعي في الحياة اليومية.

قامت الباحثة وزملاؤها بتقييم مستوى الانشغال لدى 330 رجل وامرأة تراوحت أعمارهم بين 50 إلى 89 سنة، وذلك عن طريق إجابتهم على استبيان يتضمن أسئلة مثل: “هل كثيراً ما يزدحم جدول أعمالك بمهام ينبغي إنجازها كلها في نفس اليوم؟”

كما قام الباحثون بإخضاعِ المشاركين لسلسلة من الاختبارات لقياس قوة الذاكرة وسرعة معالجة المعلومات وتحليل الأسباب وثراء المفردات اللغوية.

وقد خَلُصت الدراسةُ إلى أنه كلما ازدادت مشاغلُ الإنسان في حياته اليومية كلما ارتفعَ أداؤهُ في الاختبارات السابقة، وخاصةً اختبار استذكار الأحداث الماضية.

من الجديرِ ذكرهُ أنه وعند تفسير نتائج البحث، لم يأخذ الباحثون بعين الاعتبار تباين أعمار المشاركين أو تفاوت مستوياتهم التعليمية، وهو ما قد ينظر إليه البعض كثغرة في الدراسة رغم وجود العديد من العوامل الأخرى التي قد تُفسر هذه الفوارق.

هيلث داي نيوز، آمي نورتون