التباين الطبقي نقمة اصابت المجتمعات

الغني لا يحس بالفقير والشبعان لا يشعر بإحساس الجائع

جان جاك روسو: ليس للفقير معدة اصغر من معدة الغني ولا للغني معدة اكبر من معدة الفقير

غاندي: يجب ان يعيش الاغنياء ببساطة اكثر حتى يستطيع الفقراء ان يعيشوا

تحقيق/ وسن البلداوي

من المشكلات الاجتماعية الكبرى التي يعاني منها الإنسان دوماً ولازال يعاني رغم كل ما حققه البشر من تقدم صناعي ومادي هي مشكلة التباين الطبقي المتمثلة بالفقر المدقع في جانب، وتراكم الثروة في جانب اخر، فنرى بعضهم يكتنز من الثروة بحيث انه لا يستطيع أن يحصيها، وترى البعض من الفقر في عذاب كبير بحيث لا يستطيع أن يجد حتى الضروري اللازم لحياته كالحد الأدنى من الغذاء والملبس والمأوى.
ومما لاشك فيه ان المجتمع الذي يقوم قسم من بنيانه على الغنى الفاحش، والقسم الاعظم على الفقر المدقع والجوع القاتل، لا دوام له، ولن يصل إلى السعادة الحقيقة ابدا، ان هذا المجتمع  يسوده حت
ما الاضطراب والقلق والخوف وسوء الظن، ومن ثم العداء والصراع.
هذا التباين الطبقي الذي كان موجودا في القديم قد تفشى فينا اليوم مع الأسف بأكثر وأخطر مما سبق، من هذا المنطلق (شعبة اعلام كلية التمريض) تسلط الضوء على موضوع التباين الطبقي المتمثل بالفقر المدقع في جانب، وتراكم الثروة من جانب آخر من خلال استطلاع اراء مختلفة من المجتمع فكانت لنا معهم هذه الوقفة.

ابواب الجوانب الانسانية اغلقت

ابتدأ السيد رزاق المعمار حدبثه بقول شكسبير( أن ترى كثيرا و لا تملك شيئا هو أن تملك عينا غنية و يدان فقيرتان) نجد أبواب التعاون الإنساني الحقيقي قد اغلقت بوجوه الناس، وفتحت بمكانها أبواب الربا والذي هو من أهم أسباب اتساع الهوة الطبقية بين الناس، فالغني لا يحس بالفقير والشبعان لا يشعر بإحساس الجائع للأسف،  لذا انا اقول ان المجتمع فقد الشعور الانساني بالأخرين

كلام ذو شجون

السيد طلال رجل فقير الحال وهو مر بمرحلة عصيبة في حياته اذ انه فقد ابنه البكر بسبب عوزه المادي اذ اصيب بمرض خطير وكان يتوجب علاجه خارج العراق لكن العوز المادي وعدم توفر المال الكافي في الوقت المناسب جعله يفقد ابنه، فكانت له غصة كبيرة شعرتها من خلال محادثتي له وكلامه ذو شجون

التفاوت الطبقي على الاعلام محاربته

الاعلامية زهراء عبد الحميد: برايي ان الاعلام كان عليه دور كبير في هذا الموضوع ولا زال الا انه للأسف لم يحظى بالاهتمام الكافي في وسائل الاعلام فتارة يسلط الضوء على ظاهرة الفقر والتفاوت الطبقي الحاصل في المجتمع لكن دون ان يضع المسببات والحلول ،  ولا يطرح  المعالجات الحقيقية ،على وسائل الاعلام محاربة الطبقية ، فانا اجد ان هذا الموضوع يجب ان يكون من اولويات الاعلاميين وخصوصا في ظل التفاوت الطبقي الحاصل في بنية المجتمع وختمت حديثها بالقول الشهير (الأغنياء الذين يعتقدون الفقراء سعداء ليسوا أكثر غباء من الفقراء الذين يعتقدون أن الأغنياء سعداء )

الاسلام حث على ازالة الفوارق الطبقية

السيد عدنان صاحب معلم متقاعد يقول:

بالتدقيق في آيات القرآن الكريم يتضح أن واحدا من الأهداف التي يسعى لها الإسلام هو إزالة الفوارق الطبقية غير العادلة الناشئة من الظلم الاجتماعي بين الطبقتين الغنية والفقيرة، ورفع مستوى معيشة الذين لا يستطيعون رفع حاجاتهم الحياتية و توفير حد أدنى من متطلباتهم اليومية دون مساعدة الآخرين، وللوصول إلى هذا الهدف وضع الإسلام برنامجا واسعا يتمثل بتحريم الربا مطلقا و دفع الضرائب الإسلامية كالزكاة والخُمس، والحث على الإنفاق، والقرض الحسن، والمساعدات المالية المختلفة، وأهم من هذا كله هو إحياء روح الأخوة الإنسانية بين الناس

التأثير النفسي لهذه الظاهرة

الدكتور علي كريم الجبوري/ اختصاص الصحة النفسية /عميد كلية التمريض بجامعة كربلاء يقول:

تتكون المجتمعات في العادة من عدة طبقات فهناك طبقة الاسياد وطبقة العبيد، وهناك طبقة رجال الاعمال وهناك طبقة السكان الاصليين والمستوطنين، وهناك طبقة المتعلمين والاميين وهناك طبقة الرجال والنساء وغيرها من الطبقات المتباينة في طبيعتها، وكلما كان التباين واضحاً وكبيراً كلما ادى الى حالة عدم الارتياح عند الطبقة الاضعف،  فتتحول شيئاً فشيئاً الى حالة من الضيق النفسي الذي يؤدي الى الاحباط وفقدان الامل وانخفاض ملحوظ في مستوى الثقة بالنفس لدى الطبقة الاضعف والذي يؤدي بالنهاية الى حالة من الاكتئاب المزمن تزول هذه الحالة بزوال المؤثر او في اوقات غيابه لاسيما عندما يكون الطرف الاول ظالماً في التعامل مع الطرف الثاني.  

الروح المادية التي تسيطر على العالم

السيد ثائر عبد الامير مختص في الشؤون الاقتصادية يقول لكربلاء اليوم : سعى العلماء والمذاهب الاقتصادية في العالم للبحث عن علاج لهذه الظاهرة  واختار كل منهم طريقه، فالشيوعية اختارت إلغاء الملكية الفردية، والرأسمالية اختارت طريق استيفاء الضرائب الثقيلة وإنشاء المؤسسات الخيرية العامة وهي شكلية أكثر من كونها حلا لمشكلة الطبقية، ظانين أنهم بذلك يكافحون هذه المشكلة، لكن أيا من هؤلاء لم يستطع في الحقيقة أن يخطوا خطوة فعالة في هذا السبيل، وذلك لا ن حل هذه المشكلة غير ممكن ضمن الروح المادية التي تسيطر على العالم، واضاف ان الحل يوجد في التنمية بشكل عام والتنمية الاقتصادية بشكخاص  فالتنمية الاقتصادية عرفها الباحثون على انها الانتقال من وضع اقتصادي معين الى وضع أفضل من سابقه، وتجعل اقتصاد الدولة قادرا على التحرك والنمو والتطور بشكل يواكب التغيرات كافة خاص من خلال  توظيفها واستثمارها والاستفادة منها فعليا في كافة المجالات، وقد بات مؤكدا من خلال البحوث والدراسات إمكانية ان تحقق التنمية الاقتصادية نتائج مثمرة وذات مردود ايجابي للدولة، اذ ان التنمية الاقتصادية تعد من الاهداف المهمة والحساسة من حيث تماسها المباشر بحياة المواطن، ورفع المستوى المعيشي له.

 

الخوض في موضوع التباين الطبقي يحتاج الى دراسات وبحوث لكننا حاولنا من خلال تحقيقنا لهذا الاسبوع ان نسلط الضوء على هذه الظاهرة الخطيرة التي اصبحت تجتاح مجتمعنا للأسف، فرفقاً بفقراء شعبنا ولنضعهم بين اعيننا دائما، ولنجعل منهم يد مساندة في بناء الوطن من خلال توفير فرص العمل  مما سينعكس على حياتهم في  سبل العيش الكريم.