السلام عليكم و رحمة الله اسمحوا لي أعزائي أن أنشر سلسلة من الحلقات عن التطعيم حتى يعرف كل واحد منا ما هو التطعيم و كيف يتم و ما هي تاثيراته و فوائده و موانعه.
هناك نمطان أساسيان من اللقاحات هما:
– تختلف مزايا و صفات هاتين المجموعتين و هذه الصفات هي التي تحدد كيفية استخدام اللقاح.
1- اللقاحات الحية المضعفة:
– حيث يتم إنتاج اللقاحات الحية المضعفة عن طريق تعديل الفيروس أو الجرثوم المحدث للمرض (الشكل البري) في المخبر و هذا يؤدي إلى احتفاظ الفيروس أو الجرثوم الموجود في اللقاح بقدرته على التكاثر و النمو و إنتاج المناعة دون أن يكون قادرا على إحداث المرض عادة.
2- اللقاحات المعطلة:
– تكون مكونة من كامل الجرثوم أو الفيروس أو من أي جزء منهما و يكون أساس اللقاحات المجزأة إمابروتينيا أو عديد السكاريد.
تشمل اللقاحات التي تحوي على أجزاء بروتينية من الفيروس أو الجرثوم الذوفانات Toxoids (ذيفان الجرثوم المعطل) و الوحدات الجزئية أو الجسيمات الفيروسية الجزئية، أما بالنسبة للقاحات التي تحوي عديد السكاريد فمعظمها يتكون من عديد السكاريد النقي الخاص بجدار الجرثوم وهناك أيضا لقاحات عديدات السكاريد المقترنة التي يرتبط فيها عديد السكاريد كيماويا مع البروتين مما يجعله لقاحا أكثر فعالية.
قاعدة عامة: كلما كان اللقاح أكثر شبها بالمرض الطبيعي كانت الاستجابة الطبيعية له أفضل. (للمزيد: آخر التوصيات في تطعيمات الاطفال، قل نعم للمطاعيم)
كيفية تحضير اللقاحات
1- اللقاحات الحية المضعفة؛ تشتق من الفيروسات أو الجراثيم المحدثة للمرض (الأشكال البرية) حيث يتم إضعافها في المخبر عن طريق الزرع المتكرر عادة مثلا لقاح فيروس الحصبة المستخدم حاليا كان قد عُزل من طفل مصاب بالحصبة عام 1954.
2- تم إضعاف هذا الفيروس عبر إمراره عبر المزارع النسيجية في سلسلة امتدت 10 سنوات قبل أن يتحول من فيروس بري إلى فيروس اللقاح.
3- يجب أن تتكاثر الفيروسات أو الجراثيم الموجودة في اللقاحات الحية المضعفة في جسم الشخص الملقح؛ لكي تحدث الاستجابة المناعية و تعطى عادة كمية صغيرة نسبيا من الجرثوم أو الفيروس المضعف و هذا بدوره يتكاثر و تزداد كميته إلى درجة كافية لإحداث تنبيه للاستجابة المناعية.
4- أي شيء يمكن أن يؤثر على فيروس أو جرثوم اللقاح في الزرع (مثل الضوء أو الحرارة) أو يتداخل مع تكاثره في الجسم (مثل وجود أضداد جائلة في الدوران)؛ قد يسبب فشل اللقاح.
– رغم أن فيروس اللقاح الحي المضعف يتكاثر فإنه لا يسبب المرض عادة كما يحدث مع الفيروس البري و عندما يسبب المرض فإنه يكون عادة أخف بكثير من المرض الطبيعي و ندعو ذلك بالارتكاسات الجانبية أو غير المرغوبة؛ فالاستجابة المناعية للقاح الحي المضعف مطابقة عمليا لتلك الناجمة عن الخمج الطبيعي و الجهاز المناعي لا يميز بين خمج فيروس اللقاح المضعف و الخمج الناجم عن الفيروس البري.
معلومات عامة
أ- تكون اللقاحات الحية فعالة بعد إعطاء جرعة واحدة منها عدا اللقاحات الحية المضعفة التي تعطى فمويا.
ب- قد تسبب اللقاحات الحية المضعفة ارتكاسات شديدة أو مميتة بسبب تكاثر فيروس اللقاح بشكل غير مسيطر عليه؛ و هذا يحدث فقط عند مثبطي المناعة (مثل المصابين بالابيضاض أو الايدز أو الذين يعالجون بأدوية معينة).
ج- قد لا تتطور المناعة الفاعلة بعد إعطاء اللقاح الحي المضعف بسبب تداخل الأضداد الجائلة مع فيروس اللقاح و يمكن للأضداد من أي مصدر كان (المنتقلة عبر المشيمة أو التي تعطى للمريض) أن تتداخل مع نمو فيروس اللقاح و بالتالي حدوث استجابة ضعيفة أو عدم حدوث استجابة للقاح (فشل اللقاح).
د- إن فيروس لقاح الحصبة هو الأكثر تأثرا بالأضداد الجائلة أما فيروسات لقاحي الشلل و الفيروسة العجلية؛ فهي الأقل تأثرا. (للمزيد: حقائق حول مطاعيم الأطفال انفوجرافيك)
ه- إن اللقاحات الحية المضعفة سهلة العطب و قد تتخرب بالحرارة أو الضوء؛ لذلك يجب التعامل معها بحذر.
……… و يتبع في الجزء الثاني