الإضطرابات النفسية أثناء الحمل


تمر الحامل بمتغيرات سيكولوجية متعددة ، والتى ينشأ عنها العديد من الإضطرابات النفسية ، ويرجع سبب تلك الإضطرابات إلى التغيرات الهرمونية المصاحبة ، والتى تقوم بإحداث تغيير فى كيمياء الجسم عموما وكيمياء المخ عموما بما يتضمنه من مراكز مخية ومستقبلات حسية وحركية ، ولعل أبرز هذه الإضطرابات ..

•البيكا : وهو مصطلح لاتينى يقصد به وجود حالة من الرغبة فى تناول بعض المواد التى لاتؤكل من الأساس مثل الطين ، ويلاحظ وجود هذه الظاهرة فى المجتمعات الفقيرة ، ويرجع سببها إلى وجود تغير كيميائى فى منطقة ” ما تحت المهاد ” والتى توجد أسفل المخ مباشرة .

•الوحم : ويقصد به رغبة الحامل الشديدة فى تناول بعض أنواع معينة من الأطعمة ، فى حين تبتعد عن أنواع أخرى ، لدرجة أنها لاتتحمل مجرد شم رائحتها ولو على مسافات بعيدة ، فمثلا نجد أن إمرأة ما فى الشهور الأولى من الحمل لديها رغبة فى تناول البطيخ بكميات كبيرة ، فى حين أنها لاتطيق مجرد رؤية أو شم رائحة الموز .. ويرجع سبب الوحم إلى نفس سبب البيكا ، حيث يكون ” ماتحت المهاد ” المسئول عن ظاهرة الوحم .

•الحمل الكاذب : وقد تم تصنيفه بأنه إضطراب نفسى أثناء الحمل رغم أنه قد لايكون هناك حمل من الأساس ، ويرجع سبب ذلك إلى أن النساء المصابات بظاهرة الحمل الكاذب يمرون ويشعرون بنفس الأعراض التى تمر بها الحامل وتشعر بها ، حيث ينتفخ بطنها ، وتنقطع الدورة الشهرية ، ويتضخم الثديان ، ويحدث قئ وغثيان فى فترة الصباح .. وتعتبر تلك الظاهرة من الحالات الفريدة النادرة ، وتحدث فى حالة الرغبة الشديدة فى حدوث حمل ، أو حتى فى حالة الخوف من حدوثه ، مما يعكس مدى قوة وتأثير العقل الباطن على الحالة الصحية العامة للجسم ، حيث تقوم الحالة النفسية بإحداث تغييرات فسيولوجية واضحة جدا .
ولتشخيص الحمل الكاذب ينبغى عدم الإعتماد على وجود أعراض الحمل من عدمها ، وإنما لابد من إجراء إختبار حمل معملى عن طريق الدم ، وعند ثبوت الحمل الكاذب فلابد إذن من علاج المريضة من خلال جلسات العلاج النفسى ، والتحاور حول مخاوفها ودوافعها ، لتختفى أعراض الحمل الكاذب تدريجيا .

•القئ أثناء الحمل : تعتبر ظاهرة علة الصباح من الأعراض الطبيعية أثناء الحمل ، ولاسيما فى الشهور الأولى ، حيث تشعر الحامل فى ساعات الصباح الأولى بحالة من الغثيان ، والتى قد يصاحبها قئ فى كثير من الأحيان ، ويرجع سبب تلك الإضطرابات إلى وجود تغييرات هرمونية ، تؤثر على كيمياء المخ ، حيث تحدث إستثارة لمراكز القئ الموجودة بالمخ ، محدثة تلك الحالة المعتادة .
وعموما .. سرعان ماتختفى تلك الظاهرة الطبيعية خلال الثلاثة شهور الأولى من الحمل ، لكن فى حالة إن كان القئ مستمرا ، فينبغى إذن التدخل الطبى كيلا تصاب الحامل بحالة من الجفاف .