أظهرت مُراجعة علمية حديثة تزايد الأدلة التي تُشير إلى العلاقة بين تلوث الهواء وزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم. فقد قام باحثون بمراجعة سبع عشرة دراسة علمية أُجريت في مناطق مختلفة من العالم شرقاً وغرباً، وتحرّت جميعها العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم وتلوث الهواء (مثل دخان السيارات وعوادم احتراق الفحم والغبار والأوساخ المختلفة)، ووجدوا بأن تلوث الهواء يزيد أو يفاقم من الإصابات بارتفاع ضغط الدم على المدى القريب والمدى البعيد.
يقول المُعدّ الرئيسي للدراسة تاو ليو، نائب مدير قسم الصحة البيئية بمعهد جاوندونج الريفي للصحة العامة بمقاطع جاوندونج الصينية: “على المدى القصير، أدى ارتفاع مستوى تلوث الهواء العَرَضي (الذي يستمر لبضعة أيام وحسب) إلى زيادة عدد حالات المرضى الذين يقصدون قسم الطوارئ بسبب ارتفاع ضغط الدم. أما على المدى الطويل فيمكن للأشخاص الذين يعيشون في بيئة ذات هواء ملوث أن يُصابوا بحالات مزمنة من ارتفاع ضغط الدم”.
ويُشير الباحثون إلى أن ارتفاع ضغط الدم يُعدّ عامل خطرٍ أساسيٍ للإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب، وهو السبب الأول لحالات الوفاة حول العالم.
يقول ليو: “إن النصيحة التي نوجهها للناس، وخاصة المرضى منهم بارتفاع ضغط الدم، هي مراقبة مستوى التلوث في الهواء كل يوم، وتجنب الخروج من المنزل أو ممارسة نشاطات في الخارج إذا ازدادت مستويات التلوث في الهواء، وارتداء قناعٍ واقٍ عند الاضطرار للخروج من المنزل في تلك الظروف”.
قام الباحثون بمراجعة 17 دراسة علمية أُجريت في العام 2015 في كل من البرازيل وكندا والصين والدنمارك وألمانيا وإيران وأسبانيا وتايوان والولايات المتحدة الأمريكية، واشتملت هذه الدراسات بمجموعها على حوالي 328 ألف شخص، كان حوالي 108 ألف شخص منهم مصاباً بارتفاع ضغط الدم.
عرّف الباحثون التأثيرات قصيرة المدى بأنها تلك التي تحدث في غضون بضعة أيام، وأن التأثيرات بعيدة المدى هي التي تحدث على مدى سنوات، وأن ضغط الدم المرتفع هو القياس الذي تتجاوز القراءة العليا فيه 140 ملم زئبقي والقراءة الدنيا 90 ملم زئبقي. كما جرى اعتبار تناول أحد أدوية ضبط ضغط الدم على أنه مؤشر للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
من الجدير ذكره بأن الدراسة لم تُثبت علاقة سبب ونتيجة تلوث الهواء وزيادة مُعدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
وفي معرض التعليق على الدراسة، يقول الدكتور غريج فونارو، أستاذ طب القلب والأوعية الدموية بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلس بأن الدراسة تؤكد الحاجة لتبني سياسات تُقلل من مستويات التلوث في الهواء، فقد يُساعد ذلك على الحد من أعداد الإصابات بالأمراض القلبية الوعائية. كما تُشير الدراسة إلى أهمية استخدام أجهزة تنقية للهواء في المنازل لضمان استنشاق هواء نقي، وذلك في المناطق التي يُحتمل تلوث الهواء فيها بالغبار أو الغازات الضارة.
جرى نشر الدراسة في الحادي والثلاثين من شهر مايو المنصرم في مجلة فرط ضغط الدم Hypertension.
هيلث داي نيوز، آلان موزيس