فرط الدرقية

 


تعتبر زيادة إفراز الغدة الدرقية سريريا زيادة في كمية هرمون الثايرويد Thyroid hormone في الدورة الدموية . ويلاحظ زيادة عمليات الأيض (عملية البناء والهدم في الأنسجة) . ويرافق هذا النوع من الزيادة في إفراز الهرمون تضخم في حجم الغدة الدرقية Goiter . وترجع أسباب هذا التضخم إلى : 

وجود جسم غريب محفز للثايرويد Thyroid مثل الذي يحصل مع مرض كرافس أو داء غريف Graves disease وهو اضطراب في الآلية المقاومة في الجسم (مناعي) autoimmun ، وسببه أن بعض البكتريا المعوية مثل بكتريا اي كولاي E.Coli تمتلك أغشية تشابه الغلاف الخارجي لمستقبل الهرمون المحفز للثايرويد Thyroid Stimulating Hormone ويختصر بـ TSH ، فيقوم الجسم أولا بمهاجمة البكتريا عن طريق الخلايا التائية T-Cells وهي خلايا مناعية ، وبعد ذلك يتصرف الجسم مع أي خلية أخرى تحمل هذا النوع من المستقبلات على أنها جسم غريب ، وبذلك تهاجم الخلايا التائية مستقبلات الـ TSH ، على اعتبارها أجسام غريبة ، ويفرز مضادات لها Anti-TSH receptor antibodies والتي تدخل إلى الخلايا الكيسية Thyroid follicular cells مما يؤدي إلى إفراز الثايرويد بكميات كبيرة . ويمكن تشخيص هذه المضادات في دم المصاب بمرض كرافس Graves disease . وهذا المرض يؤثر بشكل واضح على العين حيث يلاحظ جحوظ في العينين exophthamos عند المصابين بهذا المرض . 

نتيجة وجود عدد من الغدد السامة الصغيرة داخل الغدة الدرقية ، وتقوم هذه الغدد بإفراز هرمون الثايرويد Thyroid hormone عن طريق الخلايا الكيسية follicular cells الموجودة في بطانة هذه الغدد السامة ، معظم المرضى المصابين بهذا النوع من النساء اللاتي تجاوزن الخمسين عاما .

إنتاج كميات كبيرة من الهرمون المحفز للثايرويد TSH ، وهذا النوع نادر الحدوث.

تظهر هذه الصورة كيفية تضخم الغدة الدرقية ، ومنطقة التضخم 
وكيف يكون مظهر المريض المصاب بالتضخم 

تأثيرات زيادة إفراز هرمون الثايرويد 

زيادة درجة الحرارة 

زيادة ضغط الدم 

خفقان وزيادة عدد دقات القلب 

نقصان الوزن مع زيادة الشهية

الإسهال وزيادة حركة الجهاز الهضمي 

فقدان في كتلة العضلات 

الهيجان 

تغيير في الشخصية 

التأثير في النمو 

عدم الراحة والأرق 

يخفض من عمل المبيض عند النساء ، وربما يؤدي إلى العجز الجنسي عند الرجال 

خفة في الشعر وقوة الأظافر مع وجود لمعان في الجلد 

علاقة اليود بتضخم الغدة الدرقية
اليود يوجد بكثرة في الغدة الدرقية ، وقد تصل نسبته داخلها إلى خمسة وعشرين ضعفا عن بقية أنسجة الجسم . ويؤدي النقص في اليود إلى نقص في كمية هرمون الثايرويد المنتجة ، ويؤدي هذا النقص إلى تحفيز الغدة النخامية pituitary gland على إفراز الهرمون المحفز للثايرويد TSH ، والذي يؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية ، وزيادة التروية الدموية إليها من خلال زيادة الأوعية الدموية ، والذي يؤدي إلى زيادة إنتاج هرمون الثايرويد . 
وتأثير اليود معقد ويعتمد على الكمية المعطاة من اليود وحالة الغدة الدرقية . ويمكن تجنب الإصابة بتضخم الغدة الدرقية عن طريق تناول الملح المدعم باليود ، وعن طريق تناول الأسماك التي تحتوي لحومها على كميات جيدة من اليود اللازم للجسم والذي يمتصه الجسم بسهوله . 

علاج تضخم الغدة الدرقية:
يهدف العلاج إلى تقليل تصنيع أو تقليل إفراز الهرمون الإضافي ، وهذا يتم عن طريق : 

إزالة جزء أو كل الغدة الدرقية : ويتم هذا عن طريق الجراحة او عن طريق تدمير الغدة بواسطة اليود المشع I131 والذي يتميز بصفة التجمع في الخلايا الكيسية للغدة الدرقية Thyroid follicular cells . 

الجراحة: من الممكن إزالة جزء أو كل الغدة الدرقية عن طريق الجراحة ، ولكن هناك دائما خطر أن تؤثر العملية على الصوت عن طريق تأثيرها على الحبال الصوتية ، لكون هذه الغدة تقع بالقرب من الحبال الصوتية . وفي الجراحة يبقي الجراح على 8/1 من الغدة ، ويعتبر هذا الجزء كافيا لإنتاج الثايرويد Thyroid اللازم للجسم . ويتم عادة اللجوء إلى الجراحة للأسباب التالية : 

عدم وجود استجابة للعلاج من قبل المريض 

وجود موانع لتعريض المريض للعلاج الإشعاعي 

العلاج عن طريق اليود المشع I131 : ويستخدم اليود المشع I131 في مجال العلاج والتشخيص ، حيث يتجمع اليود في الغدة الدرقية ، ويشع (يقذف اشعة بيتا) التي تخترق 0.5 ملم فقط في نسيج الغدة الدرقية ، والذي يوفر تأثيرا علاجيا في الغدة فقط من دون التأثير على الأنسجة المجاورة مثل البارا ثايرويد Parathyroid . بالإضافة إلى أن I131 يشع بعض أشعة جاما ، والتي لها قابلية أكبر على الاختراق . ونصف العمر لليود المشع I131 هو 8 أيام . ويستعمل اليود المشع I131 في علاج تضخم الغدة لجميع الأعمار ، ويعتبر كعلاج مساعد مع الجراحة في حالة سرطان الغدة الدرقية . وأثناء العلاج باليود المشع I131 يجب اخذ جرعة كبيرة من أملاح يود الصوديوم أو يود البوتاسيوم للمساعدة في تحسين عملية التخلص وإخراج اليود من الجسم . هناك احتمال أن يصاب من 6 – 10 % من المرضى الذين يعالجون باليود المشع I131 بنقص إفراز الثايرويد Hypothyroid ، بسبب عدم قدرة خلايا الغدة الدرقية على الانقسام من جديد مما يؤدي إلى إصابتهم بنقص الثايرويد ، مما يتطلب معالجة المريض في هذه الحالة بعلاجات نقص الثايرويد Hypothyroid treatment . 

منع تصنيع هرمون الثايرويد Inhibition of thyroid hormone synthesis وذلك عن طريق أحد الأدوية التالية : 

الثايواميدز Thioamides 

بروبيل ثيويوراسيل Propylthiouracil 

ميثيمازول Methimazole 

كاربيمازول Carbimazole 

وهذه الأدوية تقوم بالتجمع في الغدة الدرقية ، وتمنع تصنيع بعض المواد المهمة التي تدخل في تصنيع الثايرويد Thyroid . لا تظهر تأثيرات سريعة لهذا النوع من العلاج ، لكونه لا يؤثر على مخزون الثايرويد ، و يظهر تأثير هذا النوع من العلاج عند انتهاء كمية الثايرويد الموجودة في الجسم . 

بروبرانولول Propranolol (حاصرات بيتا) : تستعمل لإزالة سريعة لأعراض المرض السيئة من جراء زيادة الثايرويد ، وقد تستعمل كعلاج مساعد مع الأنواع الأخرى من العلاج .

حصر إفراز الهرمون Blockade of hormone Release : نوع قليل الاستعمال حاليا ، ويعتمد على إعطاء اليود للمريض حسب جرعة موصوفة ، والتي تقوم بمنع تحرر إحدى المواد الهامة في إفراز الهرمون مما يؤدي بدوره إلى قطع الهرمون .