النعاس والإغفاءات الطويلة في أثناء النهار يرتبطان بزيادة في خطر أمراض القلب

من المعرُوف أنَّ حُصولَ الإنسان على فترةِ نومٍ كافِيةٍ يُساعِده على التمتُّع بعافيةٍ جيِّدةٍ، ولكن أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ الإغفاءات لفترةٍ طويلة في أثناء النَّهار قد لا تكون نافِعةً للقلب.

وجدَ الباحِثون أنَّ الإغفاءات الطويلة والنُعاس الزائِد في النَّهار ترافقا مع زِيادةٍ في خطر توليفةٍ من المشاكِل الصحيَّة تُعرف بشكلٍ عامٍ باسم المُتلازِمة الأيضيَّة (الاستِقلابيَّة) metabolic syndrome، ويُمكن لهذه المُتلازِمة أن تُعزِّزَ من خطر مرض القلب والسكَّري.

تنطوي المُتلازِمةُ الأيضيَّة على حالاتٍ، مثل ارتِفاع ضغط الدَّم وارتِفاع مُستويات الكولسترول وسكَّر الدَّم والدُّهون حول الخصر.

تفحَّصَ الباحِثون نتائجَ 21 دراسةً اشتملت على أكثر من 307 آلاف شخصٍ؛ ووجدوا أنَّ الأشخاصَ الذين أغفوا لأقلّ من 40 دقيقةً، لم يُواجِهوا زِيادةً في خطر المُتلازِمة الأيضيَّة، وفي الحقيقة واجه الذين أغفوا لأقلّ من 30 دقيقةً زِيادةً بسيطةً في هذا الخطر.

قالَ مُعدُّو الدراسة إنَّهم وجدوا زِيادةً كبيرةً في خطر المُتلازِمة الأيضيَّة بالنسبة إلى الأشخاص الذين أغفوا لأكثر من 40 دقيقةً؛ فعلى سبيل المثال، بدت القيلولةُ لأكثر من 90 دقيقةً تزيدُ من خطر هذه المُتلازِمة بنسبة وصلت إلى 50 في المائة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى النُّعاس الزائِد في النَّهار.

كما وجدَ الباحِثون أيضاً أنَّ الإغفاءَ لأكثر من ساعةٍ، أو الشُّعور بالكثير من التَّعب في أثناء اليوم، ارتبطا معاً بزِيادة في خطر السكَّري من النَّوع الثاني وصلت إلى 50 في المائة.

يجب التنويهُ إلى أنَّ الدِّراسةَ وجدت ارتِباطاً بين تلك العوامِل، ولم تُبرهِن على أنَّ النُّعاسَ الزائد والإغفاء لفترةٍ طويلةٍ يُسبِّبان المُتلازِمة الأيضيَّة أو السكَّري.

يجب اعتِبارُ النتائج التي تُقدَّم في اللقاءات العلميَّة أوليَّة، إلى غاية نشرها في مجلاتٍ طبيةٍ مُحكَمةٍ.

قالَ مُعدّ الدراسة الدكتور توموهايد يامادا، اختِصاصيّ السكَّري لدى جامِعة طوكيو: “لا ريبَ في أنَّ الكثيرَ من الناس يُمضون فتراتٍ من الإغفاء في أثناء النَّهار، ومن هنا تأتي أهميَّةُ توضِيح العلاقة بين الإغفاءات وخطر المُتلازِمة الأيضيَّة، خصوصاً مع الزيادة الملحُوظة في عدد الأشخاص الذين يُعانون منها في مُختلَف أنحاء العالم”.

تقول المراكزُ الأمريكيَّة لمُكافَحة الأمراض والوِقاية منها إنَّ حوالي 33 في المائة من البالغين في الوِلايات المُتَّحِدة وحدها لا يحصلون على كفايتهم من النَّوم، وتنصح الجمعيَّةُ الوطنيَّة للنوم بأن يحصلَ الإنسان على فترة إغفاء تتراوح بين 20 إلى 30 دقيقةً لتعزيز اليقظة.

قال يامادا: “النَّومُ جزء مهمّ من أسلوب الحياة الصحِّي، مثله مثل النِّظام الغذائيّ والتمارين، وربَّما يكون للإغفاء لفترةٍ قصيرة تأثيرٌ نافِع في الصحَّة، ولكن لا نعلم الكثير حول هذا التأثير أو الآليَّة التي يعمل من خلالها”.

هيلث داي نيوز،