الموت المفاجئ فى ملاعب الرياضة

 


تابع عشرات الآلاف من المتفرجين الذين حضروا مباراة الدور قبل النهائي لبطولة القارات بين الكاميرون بطلة أفريقيا وكولومبيا بطلة أمريكا الجنوبية , وتابع معها ملايين المشاهدين الذين احتشدوا أمام شاشات التلفزيون في القارات الست الموت على الطبيعة وعلى الهواء مباشرة حين دقت لحظة القضاء والقدر وكانت الدقيقة 72من عمر المباراة التي احتضنتها مدينة ليون الفرنسية عندما كان فوية لاعب الكاميرون داخل دائرة منتصف الملعب وهوى بمفردة فجأة دون أي احتكاك مع أي من اللاعبين وكانت ساعة التوقيت الفرنسي بالاستاد تشير إلى الساعة 19 و36 د.

التقييم الإسعافي الأولي
كان فوية فاقدا للوعي ، وكان طبيب المنتخب الكاميروني أول من هرع إلى المصاب وكان نبضة ضعيف وعيناه منقلبتين للداخل وتحديدا القرنية ولم يظهر منهما سوى اللون الأبيض وهذا يعني أنة دخل في غيبوبة عميقة.

الإجراءات المتبعة
تكاتفت جهود الجهاز الطبي الموجود بالاستاد وتحديدا طبيب المنتخب الكاميروني لوليفي سامبا لمساعدة المصاب على التنفس دون جدوى ، ثم نقل اللاعب إلى خط تماس الملعب لمواصلة الإسعافات الفورية (الإنعاش القلبي الرئوي CPR) وأمام تطور الحالة تم نقلة إلى عيادة الاستاد لمتابعة الإسعافات وقرر رئيس الأطباء الفرنسيين الموجدين في نفس المكان إبقاء اللاعب بالعيادة لأنها مجهزة بكل الاحتياجات الضرورية التي تؤمن الإسعافات والعلاج وتم التخلي عن فكرة نقل اللاعب إلى المستشفى بسيارة الإسعاف.

استمرت الحالة الصعبة للاعب وتم تزويده بالأوكسجين وأثناء تلك العملية توقف قلب اللاعب عن العمل بعد 7 دقائق من الوصول إلى قاعة العناية المكثفة بالاستاد أي بعد 13 دقيقة من سقوط المصاب على أرض الملعب. بعد ذلك تم الانتقال إلى مرحلة متقدمة من الإسعافات وهي الإنعاش بالصدمة الكهربائية ولكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل أمام قضاء الله وقدرة ، أي بعد 45 دقيقة من المحاولات الجادة.

أعد الفريق الطبي للفيفا تقريرا طبيا عن المأساة أعلن الوفاة دون أن يوضح الأسباب وفي الساعة الثامنة والنصف بالتوقيت الفرنسي وعقب فوز المنتخب الكاميروني وتأهله للدور النهائي أعلن طبيب الفيفا مولر حالة الوفاة رسميا لوسائل الأعلام بعد أن كان أحاط رئيس الوفد الكاميروني علما بنبأ الفاجعة وقال مولر للإعلاميين أن قلب اللاعب توقف عن العمل ولم يظهر أي ردة فعل لعمليات التنشيط والإنعاش وكانت الوفاة بعد 45 دقيقة من الجهود المضنية وقال أن الأسباب الحقيقية للوفاة مازالت غير معروفة. إن عملية التشريح التي ستجرى على الجثة في الأيام المقبلة ستلقي بمزيد من الأضواء على أسباب الوفاة.

الوضع الصحي اللاعب قبل المباراة
قد جاء في تقرير الفيفا أن اللاعب كان عانى قبل 48 ساعة من المبارة التي حدثت فيها المأساة من (إسهال حاد) وهو ما أكدة طبيب المنتخب الكاميروني أوليفي سامبا عندما تحدث عن ألم في المعدة عانى منه اللاعب قبل المباراة ، وفي المجال نفسه نشير أن اللاعب فوية كان له موعد مع أحد إعلاميي قناة نادي ليون التلفزيونية الفرنسية ولكنة تراجع عن الموعد وطلب تأجيل المقابلة لأنة سيتوجه إلى الأطباء لإجراء فحوصات وذلك لشعوره ب (ضعف عارض) . كما أكد وذكر مدربة الألماني شيفر أن اللاعب رفض استبداله خلال تلك المباراة بعد أن شعر المدرب بشيء من الضعف في أدائه.

من هو فوية؟ كان نجم خط وسط منتخب الكاميرون, يبلغ من العمر 28 سنة ويبلغ طوله 1.90 متر ووزنه 85 كلغ لعب 65 مباراة دولية كانت أولاها عندما كان عمرة 18 سنة عام 1993 وشارك في مونديال (رعاة البقر) عام 1994 وبعد ذلك انتقل من نادي كانون يا وندي أحد أعرق أندية بلادة إلى دنيا الاحتراف ولعب لنادي لنس لمدة 5 مواسم لعب فيها 85 مباراة ولم يشارك في مونديال (الديك الفرنسي) عام 1998 بسبب الإصابة وهي نفس الإصابة التي حرمته من اللعب لأحد أكبر أندية العالم وهو نادي مانشستر يونايتد وفي الموسم 99/2000 لعب لنادي وست هام الانجليزي 38 مباراة مقابل 7 ملايين دولار , ثم لعب لنادي ليون الفرنسي للمرة الأولى تحت قيادة جاك سان تيني وفاز معه عام 2001 بكأس رابطة المحترفين وبالدوري عام 2002 , بعد ذلك لعب لنادي مانشستر سيتي على سبيل الإعارة 35 مباراة وسجل 9 أهداف وكان من المقرر أن يعود إلى نادي ليون حيث كان الجميع , لكن كان القدر أسرع وبالتوازي مع كل ذلك فإن للاعب مسيرة مشرفة مع المنتخب الكاميروني في الألعاب الاولمبية وفي بطولات أمم أوروبا وفوق ذلك فقد كان يعرف عنة أنة صديق الجميع , أنة قائد فعلي على أرض الملعب , وتروي وسائل الأعلام أنة قد طلب من زملائه خلال فترة شوطي مباراة كولومبيا القتال من أجل الفوز حتى وأن أدى الأمر إلى وفاة أحد اللاعبين وقد كان الموت من نصيبه سبحان الله.

الخلاصة: كان فوية محترف مثالي ونموذجي.

التشريح الطبي للجثة
ظهر تشريح الجثة بأنة لم يكن يعاني من أي شيء غير طبيعي وتم استبعاد أن تكون السكتة الدماغية هي سبب الوفاة وأن الفريق الطبي يعتزم إجراء المزيد من الفحوصات الخاصة بالسموم أملا في معرفة أسباب الموت المفاجئ , وفي ضوء استبعاد حالة تمزق الابهر أو حدوث قصور في عمل صمامات القلب , فان الاحتمال الأرجح لحالة الوفاة هو حصول اضطراب في إيقاع دقات القلب صدر عن خلل في جهاز ضبط الدقات القلبية وهذا الخلل يكون أما بالإسراع المفرط في دقات وتوقف الدقات وهذا الاضطراب يسمى CONDUCTOR SYSTEM DISORDER ولكن التشريح لا يكشف أي أثر لهذا الاضطراب ويبقى العلم والطب عاجزين عن إثبات سبب الوفاة الحقيقي في مثل هذة الحالات.

تاريخ الموت المفاجئ في الملاعب
أثير ذلك لأول مرة عام 1956 في ندوة دولية للطب الرياضي عندما تحدث الطبيب المعروف آنذاك الدكتور فري عن موت مفاجئ لثلاثة رياضيين في العاصمة اليوغسلافية بلغراد في رياضة المشي وكان أعمارهم بين 23 و25 سنة ومنذ ذلك الحين بدأ الاهتمام بالموت المفاجئ على ملاعب وميادين الرياضة وبدأ الطب الرياضي يعكف على دراسة الحالات التي تحدث وفي الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال يموت سنويا ما بين 10 و 15 حالة وفاة ويكون معظمها للاعبين شباب أو في مقتبل العمر , وفي تاريخ الألعاب الاولمبية سجلت أيضا عدة حالات للموت المفاجئ ولكنها كانت ناتجة عن تناول المنشطات وكانت معظمها في رياضة سباق الدرجات وذلك خلافا للحالات العديدة الأخرى التي كانت تحدث لرياضيين عرفوا بأنهم في صحة جيدة ولا يعانون من أي أمراض أو عدوى تماما مثل فوية ولا يتناولون أية منشطات ولا عقاقير محظورة كما أن التشريح الطبي لم يسفر عن أي رأي قاطع لأسباب الوفاة.

الألعاب المرتبطة بحالات الموت المفاجئ

رياضة سباق الدرجات تحتل الصدارة في قائمة الموت المفاجئ.

رياضة ألعاب القوى وبصفة خاصة سباق المسافات القصيرة.

لعبة كرة القدم.

التزلج للمسافات الطويلة.

وهذه الألعاب تشترك كلها في قاسم مشترك وهو أنها تتطلب بذل جهد كبير يؤدي بالرياضي إلى الإرهاق مع مرور الأيام والمواسم والسنين حيت أن قلب بطل المسافات القصيرة يصفه خبراء الطب الرياضي بأنة قلب ذو متطلبات جهد عالية ويأتي بعدة مباشرة قلب لاعب كرة القدم المصنف على أنة ذو متطلبات كبيرة وهذه المتطلبات تحتم على الرياضي بذل جهد عالي بأقصى درجة من الشدة في أقل فترة زمنية كما يحدث في سباق 100 متر سرعة أو عندما يدخل لاعب كرة القدم في موقف متشعب يتطلب منة بذل مجهود بدني وفكري وتكتيكي ومعنوي كبير في وقت زمني لا يتجاوز الدقيقة الواحدة مثلا.

الضحايا العرب
الأمثلة الحديثة كثيرة ومنها ما حدث لثلاثة رياضيين من مصر خلال أسبوع واحد وكأمثلة للموت المفاجئ في الملاعب في الماضي نذكر حالة نجم الكرة التونسية المرحوم الهادي بن رخيصة الذي توفى عندما سقط على أرض الملعب أثناء سقوطه خلال مباراة الترجي التونسي مع فريق ليون الفرنسي وهنا يعود أسم ليون الفرنسي لذاكرة الموت المفاجئ مع وفاة فوية وكذلك نذكر اللاعب الجزائري عمر محنون المحترف بفرنسا الذي وفاة الأجل وبنفس الطريقة والأمثلة عديدة ومعظمها حصلت للاعبين يحملون قلوبا سليمة وأجسادا قوية وصلبة تماما.

أسباب الموت المفاجئ
يرجع خبراء الطب الرياضي أسباب الموت المفاجئ في الملاعب الرياضية إلى الأسباب الرئيسية التالية:

توقف عمل الجهاز الدوري التنفسي ويؤدي إلى الموت بالاختناق وتوقف نشاط القلب.

الموت بصدمة (انفي لاكتيك) وهذه الصدمة ترادفها في المعجم الطبي الموحد الصادر عن إتحاد الطب العربي مصطلح التأقي .

حالات الموت أثناء الغطس.

الحالات التي يتعرض فيها الرياضي لما يعرف ب coltapsus ومرادفة في اللغة العربية الوهط وهو قصور في أجهزة اللاعب يتطور بصورة مفاجئة وسريعة وهو فتاك ويؤدي إلى الموت السريع.

القصور المفاجئ في عمل القلب الذي ينتج بسبب توقف المضخة عن ضخ الدماء إلى الأوعية.

توقف عضلة القلب عن العمل بسبب قصور في حصولها على مصدر الطاقة التي تمكنها من أداء عملها وهو المعروف باجليكوجين.

الإرهاق عدو الرياضي
أثبتت معظم النظريات الطبية أن الإرهاق المتهم الرئيسي في حالات الموت المفاجئ لأن الرياضي الذي يلعب كمحترف لمدة تفوق عشر سنوات يتعرض إلى حجم كبير من الضغوط البدنية والمعنوية والنفسية تؤدي في نهاية الأمر إلى عدم انتظام إيقاع دقات القلب التي ترتفع إلى ما يزيد على200 دقة في الدقيقة الواحدة.

وهذا الإرهاق يظهر على اللاعب في صورة أعراض متنوعة يلاحظها الطبيب والمدرب ولكن اللاعب يعتبرها عادية ويصر على مواصلة بذل المجهود البدني أثناء النشاط الرياضي وتماما كما حدث بالنسبة للاعب فوية الذي رفض استبداله أثناء المباراة وهذه النظرية تعرف بنظرية troubles neurovegetatifs-lecour force de legronge وتتمحور حول تعرض قلب الرياضي لجهد شديد يفوق طاقته لفترة طويلة من الزمن وبناء علية فإننا نرجح سبب وفاة فوية إلى الإرهاق الناتج عن التزامات اللاعب في دنيا الاحتراف ومع منتخب بلادة حيث يلعب في الموسم الواحد 60 مباراة.

الملخص
أن الدرس الذي يمكن أن نستخلصه من المسائلة التي ذهب ضحيتها نجم فذ من نجوم الكرة العالمية والتي تابعها على الهواء مباشرة ملايين المشاهدين هو أهمية الإسعاف (الإنعاش القلبي الرئوي cpr) في الملاعب الرياضية حيت أنه عندما يتعلق الأمر بإنقاذ روح بشرية فان الأمر يتجاوز وجود فريق إسعاف مجهز بنقالة أنيقة ويتمثل في ضرورة وجود فريق طبي مجهز بأحدث الأجهزة الإنعاشية الطارئة الطبية لأن الأمر في مثل هذة الحالات التي تتعدى إصابات ابتلاع اللسان يصل إلى مستوى المسؤولية الطبية وهذه المسؤولية يتحملها الطبيب المدرب على الإنعاش القلبي الرئوي الأساسي والمتقدم وليس أخصائي إسعاف ، فالموت المفاجئ في الملاعب يهاجم أصحاء يملكون قلوب سليمة ويفتك بهم بسرعة مذهلة ، وهذا يعني أن الإسعاف ينبغي إن ينجز في نفس مكان الإصابة لأننا نتعامل فقط مع دقائق معدودة حيت أن توقف القلب وعدم تلف الدماغ يحتاج فقط إلى 3-5 دقائق لإنقاذ المصاب . وهنا تبرز أهمية عامل الزمن في الإنعاش القلبي الرئوي ، أي بما يسمى عند العامة التدخل الطبي وعلية فأنني أنصح مخلصا المسئولين عن الحركة الرياضية العربية ضرورة تأمين عيادات طبية بأنديتنا تكون مجهزة ويقودها أطباء متخصصون في الطب الرياضي.

معلومات عامة

القلب هو المضخة الحيوية النشطة التي تعمل دون كلل طوال حياة الإنسان وهو من أهم الأعضاء في جسم الإنسان.

يقع القلب في وسط القفص الصدري مائل إلى اليسار ويزن 300 جرام ويمكن مقارنة شكل القلب بقبضة اليد.

يتكون القلب في رحم الأم عندما يصبح عمر الجنين 27 يوما.

ينبض القلب في اليوم الواحد 150,000 نبضة وأثناء حياة الإنسان (العمر 70 سنة) 3 مليار نبضة , يضخ القلب من البطين الأيسر إلى الوتين (الابهر) حوالي 70 مليلتر من الدم في كل نبضة وهذا يساوي 5 ليتر من الدم في الدقيقة في حالة الراحة . إما في حالة المجهود فترتفع هذه الكمية إلى حوالي ستة أضعاف أي 30 ليتر في الدقيقة وهذا يساوي في اليوم الواحد 350 لتر في الساعة و 8400 لتر يوميا و 42 طن في الأسبوع وأكثر من 2 مليون لتر من الدم أثناء حياة الإنسان (حياة إنسان عمرة 70 سنة).

يضخ القلب كمية من الدم نستطيع أن نملاء بها سفينة صهريج بحوالي 150,000 طن من الدم.

يمر الدم في الأوعية الدموية في الراحة بسرعة تتجاوز 400 كم في الساعة وفي حالة الجهد تتجاوز 2000 كم في الساعة , وهذا يعني ببساطة أن الدم يدور بأكمله حول الجسم كل دقيقة.

يستبدل الجسم الدم بأكمله كل أربعة أشهر فسبحان الخالق.

يأخذ القلب 5% من المقذوف لتغطية احتياجاته و 85% من هذه الكمية تمر خلال الشريان الأيسر و 15% تمر خلال الشريان الإكليلي الأيمن.

النتيجة: القلب هو المحرك والأوعية الدموية هي وسائل النقل.

القلب والرياضة

القلب عضلة ومن خلال الرياضة والتدريب المتواصل , يصبح قويا , وقلة الحركة والرياضة تجعل عضلة القلب ضعيفة يسهل إصابتها بالأمراض والاضطربات المختلفة. بعكس القلب المتمرن والرياضي المتوازن تقوى عضلته ويكبر حجمه.

يزن قلب الإنسان غير الرياضي حوالي 300 جرام وبواسطة الرياضة المتوازنة والتمرين المستمر والجهد المدروس يكبر القلب حتى يصل وزنة إلى 500 جرام.

يستطيع الإنسان الوصول إلى هذه النتيجة بالتدريب والتمرين المتوازن والجهد المدروس والحالة الصحية الطبيعية بعد عدة أسابيع فقط و لحوالي ساعة يوميا ولهذا يسمى قلب الرياضي (القلب النشيط).

القلب الرياضي يقذف كل مرة كمية كبيرة من الدم إلى الدورة الدموية تستطيع إن ترتفع من 150 مليلتر إلى 200 مليلتر في كل انقباضة وهذا يعني أن القلب يستطيع أن يضخ حوالي 12 ليتر من الدم في الدقيقة أما القلب الغير متمرن فيكون حجم الدم المقذوف في كل انقباضة من 70 مليلتر إلى 90 مليلتر , وهذا يعني أنة يضخ حوالي 4,5 لتر في الدقيقة. 

نستنتج من كل ذلك أنة من خلال الرياضة تقل نبضات القلب وتطول الراحة بين النبضة والنبضة , ويحصل القلب على وقت كاف للامتلاء بالدم , وكذلك وقت كاف لتزويد عضلته بالدم والطاقة.

لان القلب يتغذى ويمر الدم خلال الشرايين الإكليلية فقط في حالة الانبساط. لهذا فإن الأشخاص قليلو الحركة لديهم أوعية دموية ضيقة وغير مرنة , الشيء بالشيء يذكر فالجهد المبالغ والزائد على طاقة الجسم فأنة قاتل , والدليل على ذلك فان الحيوانات التي ينبض قلبها أقل تعمر أكثر من الحيوانات التي تنبض بسرعة فمثلا قلب الفأر ينبض 600 نبضة في الدقيقة وبهذا يعمر أقل أما الفيل والذي ينبض قلبه حوالي 30 نبضة في الدقيقة فيعمر طويلا.

الرياضة والرئتان

تتوقف كمية الهواء المتنفس التي يحتاجها الإنسان على مدى نشاطه.

فعندما نكون جالسين نتنفس ما يقارب 15 مرة في الدقيقة , وهذا يعطينا حوالي 12 لتر من الهواء. وسوف تستخلص الرئتان من هذا الهواء ما يقارب خمسة لترات من الأوكسجين. أثناء قيام الإنسان بالتمارين الرياضية تحدث زيادة لمعدل التنفس , وضربات القلب.

الرياضي من الطراز الأول قد يتوقع زيادة في معدل التنفس حوالي 40 إلى 50 مرة في الدقيقة مستنشقا كمية هائلة من الهواء تبلغ 100 إلى 150 لتر , مستخلصا منها كمية هائلة من الأوكسجين في كل دقيقة. لهذا الإنسان يستنشق حوالي 9000 لتر من الهواء يوميا.

مادا يحدث عندما نؤدي التمارين الرياضية؟
عند البدء في أداء التمارين الرياضية ترسل عضلات الجسم إلى مركز التنفس في المخ بأنها محتاجة لمزيد من الأوكسجين , وبالتالي يرسل المخ إشارات إلى عضلات التنفس , كالحجاب الحاجز والعضلات والعضلات بين الأضلاع , وتنقبض وتنبسط بمعدل أكثر لكي تلبي احتياجات الجسم من الأوكسجين أثناء هذا المجهود , وكذا تمتص أوكسجين أكثر, وتقوم كريات الدم الحمراء بحملة إلى العضلات المشاركة في هذا المجهود بكميات كافية.

لماذا تحتاج العضلات إلى أكسجين ودم أكثر؟
تحتاج الخلية إلى كميات كافية من الأكسجين لكي تتغذى وتقوم بعملية الأيض (استقلاب) للمواد الغذائية داخل الخلية وبدون ذلك تموت الخلية. ولكي تقوم الخلية بوظائفها لابد من حصولها على طاقة كافية وإخراج الفضلات الناتجة عن الأيض داخل الخلايا وخاصة عند القيام بأي مجهود كالرياضة 

د/عبد الصمد عبد الرحمن الحكيمي
مستشار هيئة مستشفى الثورة العام
صنعاء-للشؤون الطوارئ وأنقاد الحياة
مؤسس ومشرف مشروع الإنعاش القلبي الرئوي CPR
اختصاصي تخدير وأنقاد حياة